أنظر عن قرب “قصة مترجمة للأطفال” ترجمة: أماني يونس
أنظر عن قرب
تأليف: إيراواتي سبراتا (Irawati Subrata)
رسوم: هوتامي دويجايانتي (Hutami Dwijayanti.)
تحرير: دمار ساسونغكو، إيفا نوكمان (Damar Sasongko, Eva Y. Nukman)
نشر: مؤسسة آسيا- هيا نقرأ (The Asia Foundation – Let’s Read)
ساهم في الترجمة: جودي روي (Jody Roy)
المستوى الخامس
ترجمة: أماني يونس
الملخّص:
كلّ شيء مشوّش الآن أمام صديقتنا كيرانا؛ فهي لا تستطيع الرّؤية بوضوح. كلّ شيء من حولها ضبابيّ! لم يعد باستطاعة صديقتنا الدّراسة بسهولة أو الذّهاب إلى المدرسة أو اللّعب أو حتّى حلّ الأحجية المفضّلة لديها بحريّة. ماذا حدث مع كيرانا؟ وكيف ستستمرّ كيرانا في التّأقلم مع وضعها الجديد؟
الوقت متأخّر بالفعل، لكنّ كيرانا لا ترغب في النّوم بعد، تخاطب نفسها: “سوف أقوم بتركيب الأحجية أوّلًا”. والد كيرانا لم يعد للمنزل بعد، لقد قال أنّ لديه ساعات عمل إضافيّة.
تتحدّث كيرانا وهي تبحث عن القطعة المناسبة: “آه! هذه القطعة لا تتلاءم مع الفراغ، ولا هذه أيضًا… هذه القطعة يجب أن تتناسب مع…،”
تسمع صوت الدّرّاجة النّاريّة تدخل الفناء. تصرخ كيرانا “أوه، وصل أبي”.
فجأة، يظهر والد كيرانا أمامها: “لماذا لم تنامي بعد؟” تقول كيرانا: “لم أنتهِ من تركيب الأحجية بعد. كلّ شيء يبدو مشوشًا وغير واضح!”. يقول والدها حتّى تلجأ إلى النّوم: “لديك مدرسة صباح الغد”.
لم تشعر كيرانا بالنّعاس، استلقت تنظر في أنحاء الغرفة وتهمس: “لا أستطيع الرّؤية بوضوح. كلّ شيءٍ مشوش!”
في اليوم التّالي، ظلّت كيرانا تعاني من رؤية ضبابيّة. تمّ فحصها من قبل طبيبة مختصّة في العيون. في البداية، كانت كيرانا خائفة. طلبت الطّبيبة منها فقط أن تقرأ الحروف.
لم تستطع كيرانا قراءة الحروف بوضوح.
هكذا صارت مواعيد الطّبيبة جزءا من روتين كيرانا. وبعد كلّ موعد يتحدّث والد كيرانا مع الطّبيبة حديثا مطوّلا. لم تفهم كيرانا ما كانت الطّبيبة ووالدها يتحدّثان عنه، فقد كانت هدايا الطّبيبة أكثر ما يثير اهتمامها.
في هذه الزّيارة تقول الطّبيبة لكيرانا: “هذه عدسة زجاجيّة مكبّرة. يمكن استخدامها لرؤية الأشياء عن قرب”.
تقول كيرانا: “أوه، تبدو مسليّة”.
من خلال العدسة الزّجاجيّة يمكن لكيرانا الرّؤية بشكل أوضح. لكنّ العدسة الزّجاجية لم تقدّم مساعدةً كبيرةً لكيرانا، فأثناء حركتها تصطدم بشيء ما؛ من حين لآخر. وبذلك لا تستطيع كيرانا أن تتحرّك بحريّة تامّة. ويجب مساعدتها من قبل والدها، ووالدتها، وأخيها الصّغير (أديت).
عندما تذهب كيرانا إلى المدرسة، تجد صعوبة بالغة في رؤية السّبورة بوضوح. يجب أن يرافقها والدها أو والدتها لقراءة السّبورة أو لأخذ الملاحظات، وإلّا وجب عليها أن تدرس من البيت، والدّراسة بدون الأصدقاء مملّة.
كيرانا تلقّت المساعدة من أصدقائها أيضًا. فهم يذكرون أسماءهم قبل أن يتحدّثوا معها. الآن أصبح لدى كيرانا و أصدقائها لعبة جديدة. وهي أن يخمّنوا اسم من يتحدّث من خلال الاستماع إلى أصواتهم.
عادةً، تركيب الأحجية ممتعٌ لكيرانا.
الآن!، صار تركيب الأحجية صعبًا بالنّسبة لها. تقول كيرانا وهي تتحسّس منحنى القطعة من خلال أطراف أصابعها: “هذه القطع لها منحنيات مختلفة”. كيرانا تدرك أنّ كلّ قطعة مختلفة عن الأخرى، ولكن أي من القطع يتطابق بعضها مع الآخر؟
في أحد الأيّام، اخترعت والدة كيرانا لعبة جديدة لها. قالت والدتها إنّ هذه اللعبة ستساعدها على تدريب حاسة اللّمس. تستطيع كيرانا من خلال أطراف أصابعها الإحساس بالفرق بين سطح القطع. صارت كيرانا سعيدة عندما استطاعت إيجاد القطع الّتي يتطابق بعضها مع بعضها الآخر. تقوم بترتيب قطع الأحجية على اللّوح واحدة تلو الأخرى إلى أن تنهيها.
بعد الانتهاء من الأحجية أرادت كيرانا أن تُريها لوالدتها. تسأل كيرانا: “أين أمّي؟” تردّ والدتها: “أنا هنا”، كيرانا تستدير متّجهةً نحو صوت والدتها، تمشي ببطء ثمّ تصرخ: “أوبس!”
كادت كيرانا أن تصطدم بالطاولة! غيّرت اتّجاه قدميها وبدأت تمشي مجدّدًا، إلى أن…
تهتف كيرانا بفرح: “أمّي، انظري! أستطيع فعلها!”
لم تقم كيرانا بحلّ الأحجية وحسب، لكنّها استطاعت أيضًا الاقتراب من والدتها.
تزداد ثقة كيرانا في حضور الفصول الدراسية وحدها.
أحيانًا ينتظرها والدها أو والدتها خارج الفصل.
كيرانا تتلقّى يد العون أيضًا من معلّمتها في تسجيل جميع الدّروس.
في المنزل، تدرس كيرنا من خلال الاستماع إلى تسجيلات الدّروس. تساعدها والدتها إذا كانت لديها واجبات منزليّة. ويرافقها والدها عند الدّراسة للامتحان.
صارت الدّراسة شاقة جدًا على كيرانا، لكنّها تحاول التّأقلم مع وضعها الصّحي الجديد.
كيرانا سعيدة في المدرسة. كلّ يوم تجلس على المقعد نفسه في الصّف الأماميّ. أصدقاؤها يتناوبون على الجلوس بجوارها. وفي بعض الأوقات تسمح لهم كيرانا باستعارة عدستها المكبرة للحظات قليلة.
في يوم من الأيّام، قدّمت الطّبيبة لكيرانا زيًّا رياضيًّا، وقالت لها: “تستطيعين ارتداءه يوم الأحد، وستلتقين بأصدقاء جدد”. تتعجّب كيرانا: ” يا للرّوعة من هم؟”
ها قد أتى اليوم المنشود، في صباح الأحد الباكر، تذهب كيرانا مع أسرتها إلى ساحة المدينة.
عند وصول كيرانا الحديقة تسمع أصوات أطفال. تتساءل كيرانا: “هل هؤلاء هم أصدقائي الجدد؟” بعد قليل من الوقت يرشد كيرانا طفل أكبر سنًا منها للوقوف في الصّف. رؤية كيرانا ضبابيّة وغير واضحة لكنّها ترى أطفالًا آخرين يتمّ إرشادهم إلى مواقعهم.
وتسمع كيرانا صوتًا من مكبّرات الصّوت يقول: “لنبدأ يا أطفال.” لحظة، بدأت كيرانا تتعرّف إلى هذا الصّوت!
يتدرّب جميع الأطفال على اتّباع التّعليمات القادمة من مكبّرات الصّوت. عندما ينتهي التّدريب، يصفّق الجميع.
صارت الأمور مختلفة بالنّسبة لكيرانا الآن!
مع ذلك، لا تزال كيرانا تلعب وتذهب إلى المدرسة ولديها أصدقاء كالسّابق. بل لديها العديد من الأصدقاء الجدد.
في هذه القصّة نتعرّف على عدد كبير من المعلومات المهمّة، تعاني كيرانا من ضعف البصر. رؤيتها مشوّشة لأن أعصاب عينيها لا تتمكّن من كسر الضّوء كما يجب. إنّ الالتهابات الفيروسيّة أو البكتيريّة، والإعاقات الموروثة، وأمراض المناعة الذّاتيّة جميعها تندرج ضمن أسباب ضعف الرّؤية. تختلف هذه الحالة عن طول النّظر أو قصر النّظر، أو ما يُعرف غالبًا كعلامة ناقص (مدّ البصر)، وزائد (حسرُ البصر).
كلّ الصّور النّمطيّة المتحيّزة، والسلوكيّات التمييزيّة، والتّوقّعات المنخفضة للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصّة تخلق حواجز أمام التّعليم والفرص الأخرى الّتي تسمح لهم بالتّقدّم. لمواجهة هذا التّحدّي، تعاونت مؤسّسة آسيا في إندونيسيا وجزر المحيط الهادئ لكتابة عشر قصص تصوّر الأطفال ذوي الاحتياجات المختلفة وتؤكد على قدراتهم بصورة طبيعية.
ملاحظة: تمّت ترجمة هذا العمل من قبل فريق ترجمة القصص في: موقع (كيدزوون | Kidzooon)
تمّ الحصول على العمل الأصلي للكتاب لترجمته من موقع: المكتبة الرقمية