البذورُ المميّزةُ- “قصّة مترجمة للأطفال”- ترجمة: أماني يونس
البذورُ المميّزةُ
ترجمة: أماني يونس
تأليف: مايا ليستاري جي إف/ Maya Lestari Gf.
رسوم: إيكو نالا/ Ikku Nala
المدقّقون: ديان كريستين، ونبيلة عدني، وإيفا واي نوكمان، وآنا فريدة Dian Kristiani, Nabila Adani, Eva Y. Nukman, Anna Farida.
النّاشر: مؤسسة آسيا – هيا نقرأ، The Asia Foundation – Let’s Read
شارك في التّرجمة: سيبيننج نيوراني. Sebening Nurani
المستوى: الرّابع
الملخّص: تملكُ “جنيدةُ” كيسًا مِن البذورِ المميّزةِ، لكِنّ زِراعَةَ البُذورِ والاعتناءَ بِها لَمْ تَكنْ مهمّةً سهلةً كما توقعتْ.
داستْ “جنيدةُ” بقدميها على حقولِ الأرزِّ بخفّةٍ ورقّةٍ، كانتْ مهمّةُ “جنيدةَ” الزّراعةَ والاهتمامَ ببذورِ الأرزِّ المميَّزةِ، بعد أَنْ نَقَلَ لها والداها بعضًا مِنْ هذهِ البذورِ. اعتقدتْ “جنيدةُ” أنّها مهمّةٌ سهلةٌ.
والدا “جنيدة” متوفيّان، وَشقيقُها الأكبر سافرَ بعيدًا، لذا اعتادتْ “جنيدةُ” على العيشِ بمفردها والاعتمادِ على نفسِها.
” جنيدةُ” محظوظةٌ للغايةِ بمعرفةِ العمّةِ “ستي”، فالعمّةُ “ستي” هيَ مَنْ عَلّمَتْها الزّراعةَ.
مهلاً، ينمو نباتٌ آخَرَ بِالقُرْبِ مِن البذورِ! يظهرُ العُشْبُ البريُّ وَالأعشابُ الضّارةُ في كُلِّ اِتجاهٍ. ستمتصُّ الأعشابُ الضّارةُ جميعَ العناصرِ الغذائيّةِ اللّازمةِ للأرزِّ. يجِبُّ أَنْ تُسْحَبَ بعيدا عن الحقلِ.
اسحبْ مِنْ هُنا وَاقتلعْ مِنْ هُناك. كانتْ “جنيدةُ” تقفُ بالمرصادِ أمامَ الأعشابِ الضّارةِ فتقومَ بسحبِها واقتلاعِها، أيا يَكُنْ، على “جنيدةَ” الحذرُّ من اقتلاعِ نباتِ الأرزِّ بالخطأ، زراعةُ الأرزِّ لمْ تَكُنْ مهمّةً سهلةً كما ظَنّتْ.
تلبّدتِ السماءُ بالغيومِ وشراراتِ البَرْقِ.
وهي إشارةٌ على هُطولِ أمطارٍ غزيرةٍ بلا شكّ! يبدو أَنَّ براعمَ أرزِّ “جنيدة” لا تزالُ ضعيفةً، ومن المؤكّدِ أَنّ المطرَ سيدمّرها.
أسدتْ العمّةُ “ستي” بعضًا من النّصائحِ المفيدةِ لجنيدة، قالتْ لها أَنّهُ من الممكنِ حمايةُ البراعمِ عن طريقِ وضعِ غطاءٍ بلاستيكيّ.
استمعت “جنيدةُ” للنّصيحةِ وقامت بتثبيتِ الغطاءِ البلاستيكيِّ بمساعدةِ العمّةِ وطرقهِ بالأوتادِ.
الآن؛ ستكونُ البذورُ في مأمنٍ من المطرِ.
كانت البذورُ تنمو بسرعةٍ كبيرةٍ! ولا بُدَّ من نقلِ هذهِ البذورِ. لمْ تغفلْ عينا “جنيدة” عن العمّةِ” ستي” فكانت تراقبُ وتتابعُ تحرّكاتها.
بدأت “جنيدةُ” بزراعةِ رقعةِ الأرضِ باهتمامٍ وعنايةٍ، وحرصت على تركِ مسافةٍ بين الرّقعِ.
يا إلهي، كانت رقعُ أرزِّ “جنيدة” مبعثرةً وفوضويّةً! ومختلفةً كليًّا عن رُقَعِ العمّةِ “ستي” المنظّمةِ.
شرحت العمّةُ “ستي” لجنيدة قائلةً: إذا نُظّمَت رقعُ الأرزِّ بشكلٍ مرتّبٍ وأنيقٍ فحصادها يصبحُ سهلاً للغايةِ، وهكذا تستطيعين التنقلَ بين الرقعِ بسهولةٍ. إذًا، ستجدُ “جنيدة” حلًا لإصلاح الفوضى الّتي أحدثتها.
طرأت لجنيدة فكرةٌ مبتكّرة. وهي الحبل!
نشرت العديدَ من الحبالِ على شكل خطوطٍ حولَ الحقل. وزرعت رقعَ الأرزِّ على طولِ الحبل.
مذهل، الآن أصبحت رقعُ الأرزِّ منظّمةً ومرتّبةً.
كم كان رائعًا رؤيةُ البذورِ المميّزةِ تنمو وتكبر. أصبحت الأوراقُ خضراء، وانبعثت رائحةٌ زكيةٌ في الهواء. كانت “جنيدة” شديدةَ الحماسِ، لدرجة أَنّها لم تستطع انتظارَ قدوم موعدِ الحصاد.
لكن لماذا أوشكت حقولُ جنيدة على الجفاف؟ هذا مؤشرٌ سيّءٌ للغايةِ ولا يبشّرُ بخيرٍ. فالماءُ مهمٌّ جدًا لحقلِ الأرزِّ.
لاحظت “جنيدةُ” أَنَّ الماءَ يغمرُ حقولَ العمّةِ “ستي”. كانت حقولُ العمّةِ أَعلى من حَقْلِها. عادةً ينسابُ الماءُ للأسفلِ من حقولِ العمّةِ إلى حقولِ “جنيدة.”
أزالت “جنيدةُ” السَدادةَ، فعادَ جريانُ الماءِ ولمْ يعد مسدودًا كالسًّابقِ.
أَتَتْ العمّةُ “ليلى” مسرعةً تقولُ راجيةً: “جنيدةُ” لا تنزعي السّدادةَ، لا يزالُ الأرزُّ الّذي زرعتهُ في الأسبوعِ الأوّلِ. تحتاجُ النّباتاتُ الكثيرَ من الماءِ.
اقترحت “جنيدةُ” على العمّةِ “ليلى”: ما رأيكِ أن نتناوبَ؟ يمكنكِ في النّهارِ استخدامَ المياهِ لحقولك، وفي الليلِ يمكنُ تصريفُ المياهِ لحقولي.
بدا اقتراحُ “جنيدة” عادلًا، لكنَّ العمّةَ “ليلى” لم تُوافِق، فالذّهابُ والعودةُ لإزالةِ وإرجاعِ السّدادةِ سيُتعِبُها ويؤلِمُ عِظامَها.
قالت “جنيدةُ” مطمئنةً العمّةَ: ما مِنْ داعٍ للفزعِ والقلقِ، أنا هُنا للمساعدةِ.
نمت بذورُ “جنيدة” المميّزةُ، على حافةِ بحيرةِ “سينجكاراك” الخلّابةِ.
ها قد اصطبغتْ أوراقُ الأرزِّ باللّونِ الأصفرِ الذّهبيّ، والتصقتْ حباتُ الأرزِّ النّاضجةِ بسيقانِها.
سربٌ من الطّيور هلَّ للاحتفالِ، لكنْ يا للأسف، هذا يعني مزيدًا من العملِ لجنيدة.
ربطتْ “جنيدةُ” عددًا من العلبِ المعدنيّةِ بواسطةِ حبلٍ، وثبتَتْ بعضًا من الأعمدةِ في الحقلِ وعلقتْ الحبلَ المُحملَ بالعلبِ على الأعمدةِ، ثمَّ وضعتْ بعضًا من الحصى في العلبِ وهزّتْ العامودَ، هذا ما كان يفعلهُ المزارعُ حتى يُبْعِدَ الطيورَ بعيدًا عن حقلِهِ، بدا أَنَّ زراعةَ البذورِ المميزةِ لمْ يَكُنْ أمرًا سهلًا على الإطلاقِ كما اعتقدتْ، الاعتناء بها مهمةٌ مرهقةٌ.
وَلكِنْ، تَأَمّلْ معي جمالَ موسمِ الحصادِ. وما ينتجُ من كيسٍ واحدٍ من البذورِ المميّزةِ، الآلآفُ بَل الملايينُ مِنْ بذورِ الأرزِّ.
ها قدْ رحلتْ وولتْ مخاوفُ “جنيدة” بعيدًا!
ملاحظة: تمّ ترجمة هذا العمل من قبل فريق ترجمة القصص في: موقع (كيدزوون | Kidzooon)
المصدر: digitallibrary