Skip to content Skip to footer

ردّ الجميل “قصة للأطفال” بقلم شريفة سيدمو

احفظ هذه الصفحة في قائمة "المفضّلة" الخاصّة بك - فضّله (0)

لبيس لديك حساب في موقع كيدززون؟ قم بإنشاء حساب

من قصص الأطفال:

قصة: ردّ الجميل

 تأليف: شريفة سيدمو

“كاتبة للأطفال والشباب وحكواتية من الجزائر”

تدقيق لغوي: وفاء الزعبي

اقترب فصلُ الخريفِ ، وبدأت أسرابُ الطّيورِ تهاجرُ نحو الجنوبِ باتّجاهِ قارّتَيْ إفريقيا وآسيا لقضاء فصلِ الشّتاءِ بعيدا عن برد الشمال.

ومع حلول اللّيلِ، ارتطمَ طائر على جذعِ شجرةٍ مرميٍّ فوق بحيرةٍ.

خرجتِ القندسُ من تحته ممسكةً رأسَها، وقالت غاضبةً: “أي، أي، رأسي، لمَ لا تنتبهُ أيها العصفورُ؟”

قلّبت الطّائرُ منقارَها الطويلَ، وجناحيها الكبيرين، ورجليْها الطويلين وقالت متعجِّبةً: “ماذا؟ عصفور! يبدو أنك لا تعرفين الطيور، أنا “لالي” طائر اللقلق أيها الفأرُ.”

ضربت القندسُ الماءَ بذيلِها المفرطحِ بغضبٍ وأردفت: أنا فأر!؟ يبدو أنك أنت من لا تعرف القوارض، أنا  القندس  المهندسة “ساندي”، ولقد عرقلتِني عن مواصلةِ بناءِ بيتي، أ….

قاطعتها “لالي” بتعجّبٍ وقلقٍ: قريبًا، سيحلُّ فصلُ الشتاء، وستتجمّد هذه البحيرةُ؛ لذا عليك الهجرة بسرعةٍ.

-ساندي(ضاحكةً): هه هه، نحن القنادسُ لا نهاجرُ، نبني بيوتنا فوق المياهِ، ونمكثُ فيها طوال الشتاء حتى حلول فصل الربيع.

طأطأت “لالي” رأسَها بحزنٍ مقلّبةً جناحيها الصغيرين، وقالت متنَهِّدةً: وأنا عليّ اللّحاق بعائلتي، وإلّا سأتجمّدُ هنا، لكنني مرهقةٌ، ولا أقوى على الطيران الآنَ.

أشفقَت “ساندي” على حالِها قائلةً: حسنًا، عليك أن تتغذّي جيدا وترتاحي الآن يا عزيزتي.

وبسرعةٍ، قفزَتِ القندسُ وبدأت تصطادُ الأسماكَ وتطعمها، ثم اتخذت “لالي” أعلى الشجرة مكانًا للرّاحةِ، وجلست تراقبُ ساندي وهي تبني مسكنها بجدٍّ ونشاطٍ.

وكان الوشقُ -العدوَّ اللدودَ للقنادس- يترصّدُ تحرّكاتِ “ساندي” ليُغافلها ويلتهمها في الوقت المناسب. وما إن لمحَته “لالي” بعينيها الكبيرتين الجامحتين حتى طارت صوبه بسرعة البرق، ونقرَت رأسه بمنقارها. انتفض الوشقُ متألِّمًا، وهرب مسرعًا محدِثًا ضجّةً؛ فانتبهت ساندي وقفزت في الماء؛ فنجت من قبضته.

تعانقتِ الصديقتان وتعاهدتا على مساعدة وحماية بعضهما.

بعد فترةٍ وجيزةٍ، استرجعت “لالي” قوتها، وقرّرت مواصلة مسار الهجرة للّحاق بأسراب اللقالق المهاجرةِ، وودّعت صديقتها “ساندي” على أمل اللقاء القريب في فصل الربيع، واعدةً إيّاها بسرد مغامراتها عند الرجوعِ.

———————————————

تم النشر بطلب من: أ.  شريفة سيدمو.

اترك تعليقاً

ثلاثة عشر + 20 =

Go to Top