خاطرة: جدّتي
بقلم: خديجة مكاوي
تدقيق: وفاء الزعبي
ينتظرُ الأطفال على مدار السّنةِ العطلةَ على أحرّ من الجمر؛ كي يلعبوا ويلهوا ويشاهدوا التلفازَ. أمّا بالنسبة لي، فكنت أقضي العطلة مع جدّتي، تلك العجوزُ المسنّةُ التي كانت تنتظر قدومي كلّ عطلةٍ بفارغ الصبر، فتجهّز لي مختلف الأطعمةِ، وألذَّ الحلويات، وتخيطُ لي بيديها الدافئتين كنزةً من الصّوفِ تقيني من برد الشتاء، وتحكي لي قصصًا ذات مغزى وعِبَر، ثمّ تحضِنني حضنًا يعصرُ جسدي الصغيرَ ويشبعُه حبًّا وحنانًا. جدتي هي نسخةٌ من أمي برائحتها الزّكيةِ، ووجهها اللطيف، وابتسامتها الدافئة.
جدّتي هي قطعةٌ من روحي وقد كبرت وأتعبَتْها السّنون؛ فأهلكت جسدها ولكن لم تثنيها عن العطاء، فما زالت تعطي عطاءً لا مثيل له.
لا معنى للحياة من دونك يا جدتي.
———————————————