Skip to content Skip to footer

دراجة رائعة “قصة للأطفال” بقلم: سلمى سعيد

احفظ هذه الصفحة في قائمة "المفضّلة" الخاصّة بك - فضّله (0)

لبيس لديك حساب في موقع كيدززون؟ قم بإنشاء حساب

من قصص الأطفال:

دراجة رائعة

بقلم: سلمى سعيد

تجوّل سامي في الحديقة على دراجتهِ الهوائية، مُباهياً بها بقيةَ الأطفالِ، الهواء العليل يعبثُ بشعره، وعطور الأزهار تداعب أنفه.

بعد عدة لفات حول المكان، لاحظَ سامي أنّ الفتى المستند إلى الشجرة يحدّق فيه، وبعد قليلٍ من المراقبة لذلك الطفل، وجدَ أنه ليس الوحيد الذي يطيل الطفل التحديق فيه، بل كل فتى لديه دراجة هوائية.

كان الطفلُ يصغرُ سامي بعامٍ أو عامينِ، وكانت عيناه تتألقان كلما رأى دراجة هوائية، تجاهل سامي نظرات الطفل وأكمل تجواله.

ثم شعر بالأسى لحال الطفل الذي لم يمل من التحديق، توقف سامي في مكان قرب الطفل ونزل من على دراجته، ودفعها جهة الطفل، الذي كان يحدق في دراجة صفراء اللون يركبها فتى آخر.

قال سامي : السلام عليكم، نظر الطفل إلى سامي بارتباك شديد و رد عليه: و عليكم السلام، أشار سامي إلى مقعد دراجته و هو يقول: أتريد أن تجرب ركوبها؟

لمعت عينا الطفل بامتنان شديد، وقال: حقا أيمكنني ذلك؟ رد سامي: بالطبع.

جلس الفتى على مقعد دراجة سامي بتردد، فقال له سامي: صحيح ما اسمك؟

الفتى: لؤي.

سامي: مع من أتيت إلى الحديقة؟!

أشار لؤي إلى امرأة منهمكة في الكتابة، على جهاز حاسوب محمول وقال: مع ماما.

لاحظ سامي أنّ لؤي لم يحرك الدراجة، فقال: هذه أول مرة تقود فيها دراجة صحيح؟ هز لؤي رأسه، فقال سامي بلطف: حسنا سأعلمك كيف تقودها، أولا ضع رجليك على البدالتين، فعل لؤي ذلك بحذر.

سامي: الآن حرّكهما على التوالي، لم يفعل لؤي ذلك و قال: أنا خائف قد يحدث شيء ما لدراجتك، عندها ستستاء ماما، و ربما تعاقبني.

قال سامي بتفهم: لا عليك، سأمسك بالدراجة أثناء تدربك على القيادة، فرح لؤي، حتى خُيّلَ لسامي أنّ الطفل على وشك البكاء .

أمضى سامي وقتا رائعا، و هو يستند إلى الشجرة يراقب لؤي، الذي راح يتجول بالدراجة قرب سامي، راقب والدا سامي ما يحدث برضى، بينما رفعت والدة لؤي وجهها، لتفاجئ بابنها يركب دراجة زرقاء رائعة المنظر.

والدة لؤي: لؤي، لؤي دراجة من هذه؟ أوقف لؤي الدراجة بينما نهض سامي، وهو يقول : إنها دراجتي يا خالة،

أخفض لؤي رأسه بخجل، فنظرت والدته إليه وقالت بعتاب: لؤي أعِد للفتى دراجته، لقد لعبت بما فيه الكفاية.

سامي: دعيه يا خالة، أنا سألعب بدراجتي في باحة منزلي لاحقا، أما لؤي فهو لا يملك دراجة، لذا سأدعه يلعب بدراجتي كلما أتيت إلى هنا.

نظرت والدة لؤي إلى سامي بدهشة وإعجاب، ورفع لؤي رأسه بفرح، انضم والدا سامي إليهم، وتحدثت والدة سامي مع والدة لؤي على حدة، فقالت وهي تمد يدها: أنا هدى والدة سامي، صافحتها والدة لؤي وهي تقول: أما أنا فاسمي حنان، سررت بلقائك يا سيدتي، و شكراً لابنك الذي ترك ابني يلعب بدراجته، لديك ابن لطيف جدا، فقالت هدى: وأنتِ لديك ابن مهذب جدا.

نظرت هدى إلى حقيبة الجهاز المحمول على كتف حنان و قالت: أتعملين؟!

حنان: نعم منذ وفاة والد لؤي، وأنا أعمل لأوفر للؤي كل ما يحتاجه.

قالت هدى بحزن: كان الله في عونكما، ثم أخرجت جوالها و هي تقول: لنأخذ أرقامنا حتى نتواصل، ونعرف أي يوم ستتنزهان فيه، حتى نحضر و يحضر سامي دراجته معه.

حنان: مجددا أشكركما، لا تقدرين كم أسعد سامي لؤي، فهو لطالما طلب مني أن أشتري له دراجة، وكل مرة كنت أتعلل بمختلف الأعذار.

تم النشر بطلب من الكاتبة: أ. سلمى سعيد.

اترك تعليقاً

واحد × 2 =

Go to Top