Skip to content Skip to footer
احفظ هذه الصفحة في قائمة "المفضّلة" الخاصّة بك - فضّله (0)

لبيس لديك حساب في موقع كيدززون؟ قم بإنشاء حساب

من قصص الأطفال:

سلَّة سَلْمى

بقلم: الخنساء عباس الشهاب

بصوت: هبه أحمد سعد

تدقيق لغوي: د. علياء الداية

تسكن سلمى في الدور العاشر من البناية، ولكبر سنّها لا تستطيع النزول والصعود في كلِّ مرَّة لقضاء حاجاتها، لذا تنزل سلَّتها من الشرفة للبقال العم محمود، تضع بداخلها قائمة من متطلباتها ومبلغاً نقدياً، فيزودها العم محمود بما تحتاجه ويشدُّ الحبل مرتين بيده لتسحب سلمى السلَّة.


ذات مرَّة بينما كانت تسحبها شعرت بثقل السلَّة، استغربت لأنَّها لم تطلب سوى خبز وجبن، كلَّما اقتربت السلَّة زاد الثقل، احتاجت جهداً لتحملها، وضعتها على الأرض وأنفاسها تكاد تنقطع من اللهاث ولمَّا أزاحت الغطاء ذهلت ممَّا وجدت!

بيضة كبيرة الحجم، غريبة الشكل لا تشبه بيض الدجاج، أنزلت السلَّة وكتبت ملاحظة للبقال “لقد حدث خطأ، لم أطلب بيضاً”، بعد دقائق شدَّ الحبل مرتين سحبتها بسرعة لأنَّها أصبحت خفيفة، وضعت السلَّة أرضا وحين أزاحت الغطاء فتحت فمها من الدهشة!



“يا للغرابة” صاحت سلمى، وجدت حيواناً غريباً، ما إن رآها حتى قفز والتصق برجلها، قرَّرت أن تضعه في السلَّة، لم يفلتها بسهولة، وبعد معاناة أنزلت السلَّة للمرَّة الثالثة على التوالي، غير أنَّه تشبث بالحبل ونظر إليها بحزن فأعادته عندها ريثما تفكِّر بحلٍّ آخر.

أطلقت عليه اسم “ونيس” لأنَّ هذا الحيوان الغريب اللَّطيف أصبح يؤنس وحدتها ولا يفارقها أبداً، بل يلحق خطواتها أينما ذهبت، لذا اعتادت على وجوده برفقتها.

لكنَّه يسبِّب الفوضى، يكسر الأشياء ولا يفهم كلامها وتحذيراتها، وأصبح الجيران يشتكون الإزعاج من صوت قفزه المستمرِّ خاصَّة في اللَّيل.

قرَّرت سلمى أن تحمله في السلَّة وتنزل به من الدور العاشر وتسلِّمه لأيِّ أحد، لم يرض أيُّ شخص أخذه فتركته في حديقة الحيِّ، شعرت بقليل من الحزن لكنَّها لا تستطيع الاحتفاظ به، عادت إلى البيت، وبعد مرور وقت أخذت تفكِّر: ماذا يفعل وحده هناك؟. حتَّى سمعت طرقاً خفيفاً، فتحت الباب وفوجئت به يقف أمامها.



استيقظت في الصباح الباكر ومنظرها مخيف، فهي لم تنم ليلة أمس بسبب ضجيجه المتواصل، اتصلت بمحمية الحيوانات لتسلم ونيس لهم.

عندما وصلت سيارة المحمية، نزلت به من الدور العاشر مرَّة أخرى وسلَّمته لهم وقبل أن تغادر المكان سمعت صوتا خافتا يئنُّ ويبكي التفتت لتجد ونيس يبكي، حزنت عليه، عانقته وقرَّرت الاحتفاظ به.

أعادته للبيت بشرط أن يسمع كلامها ويطيعها فأصبحا لا يفترقان أبدا، يساعدها في أعمال البيت، ويلعبان معاً في الحديقة.

ذات صباح انشغلت عنه فجاءت لتتفقده ففوجئت بحيوان أنثى تشبهه، عرفت أنَّ هذه أمُّه عادت لتجده، كان يبدو فرحاً برؤيتها، ودَّع صديقته سلمى ووعدها بأنَّه سيزورها مرَّة أخرى.

———–

تم النشر بطلب من الكاتبة: الخنساء عباس الشهاب

تم تسجيل القصة لصالح: “موقع كيدزوون لأدب وقصص الطفل واليافعين”، من قبل: “فريق كيدزوون للتسجيل الصوتي”.

اترك تعليقاً

11 + 2 =

Go to Top