الذّئب الحارس “قصة للأطفال” بقلم الكاتبة: نهاوند سعود
من قصص الأطفال:
قصة: الذّئب الحارس
للكاتبة: نهاوند سعود – الجزائر
بصوت: همام الجرف
قصة: الذّئب الحارس
حرّكت تمارة أصابعها في لعبة خيال الظلّ، كانت الإنارة وسط الغرفة على شكل دائرة، وجوه أصدقائها الحاضرين للمشاهدة تنتظر بشغف كبير ما نشكّله بأيديها، كان ذلك في اليوم الثّاني من أيّام عيد الأضحى، اِختارت لهم “تمارة” قصّة مختلفة لتثير فضولهم أكثر، وحين بدأ العرض حرّكت أصابع يدها ليظهر الخيال على الجدار على شكل طائر يحلّق في السّماء…
ثمّ تحوّل الشّكل إلى ذئب يعوي فوق قمّة الجبل، وبمساعدة زميلتيها “نماء” و”سماء” التّوأم شكّلا في الطّرف المقابل للخراف، ويظهر الكلب وسط الدّائرة بأذنين. تتحسّس الأصوات ولأنّه سمع خطى الذّئب يقترب من القطيع، أخذ ينبح كثيرا ولا يكفّ عن ذلك، فانزعج الرّاعي وطرده، واضطرّ للحراسة فتعب وأخذه النّعاس، قالت “تمارة” مبتسمة ثمّ ننتقل إلى المشهد الآخر، جاء الذّئب متخفّيا في هيئة كلب، وقال للرّاعي اِجعلني حارسا على أغنامك وسترى منّي كلّ خير، لم يكن الرّاعي يملك رؤية جيّدة، فقد كان يعاني من نقص في النّظر، لذا خدعه الذّئب الّذي تشبّه بالكلب في صوته، لكنّ الخراف تفطّنت لحيلته وعزمت أمرها على أن لا تكفّ عن الثّغاء: مع بع… مع… بع.
الرّاعي كان يحسب عددها كلّما دخلت إلى الزّريبة وبدأ في العدّ. شكّلت تمارة بكلتا يديها صورة الرّاعي ووضعت قبّعة صغيرة على رأسه وبالعصى الّتي في يده يتحسّس بها رأس كلّ خروف… واحد… اثنان… أربعة عشر… نقص خروف صغير…
سأل الذّئب المتخفّي فقال له: ربّما أضاع طريق العودة وسط المراعي الخضراء لصغره، فقال الرّاعي بغضب: أنت حارس سيّء!
إن لم تعده فلا عمل لك عندي، أعاد الذئب الخروف الصغير طمعا في وليمة أكبر حيث كان يخطط لسرقة مجموعة خراف، لكنّ الرّاعي أغلق على خرافه بإحكام وحمل بندقيته، وقال بصوت عال: أيّها الذّئب المحتال غادر مزرعتي وإلاّ اِصطدّتك وجعلتك وليمة للصّقور، خاف الذّئب على نفسه وعاد في حسرة إلى قطيعه باحثا عن صيد ثمين آخر، وأعادت “تمارة” وصديقتيها تشكيل الكلب صديق الخراف وقد عاد إلى مهنته وابتسم الرّاعي له وقال: أنت هو الحارس الأمين.
———————————————