ياسمين في الغابة “قصة للأطفال” بقلم الكاتبة إيمان وجيه
من قصص الأطفال:
قصة: ياسمين في الغابة
للكاتبة: إيمان وجيه
تدقيق لغوي: د. علياء الداية
من قصص اليافعين- قصة: ياسمين في الغابة – للكاتبة: إيمان وجيه – موقع (كيدزوون | Kidzooon) |
ملخص قصة (ياسمين في الغابة):
يَاسَمِينُ فِي الْغَابَةِ
بَعِيدًا بَعِيدًا فِي إِحْدَى الْغَابَاتِ
ذَاتِ الْأَشْجَارِ الْوَارِقَةِ وَمُخْتَلِفِ أَنْوَاعِ النَّبَاتَاتِ
هُنَا تَعِيشُ الْغَزَالَةُ لَارَا وَابْنَتُهَا مَعَ بَقِيَّةِ الْحَيوَانَاتِ
لقراءة قِصَّة (ياسمين في الغابة): 👇👇👇
سَارَتْ الْغَزالَةُ لَارَا مَعَ يَاسَمِين صَغِيرتِهَا، لِتُعَرِّفَهَا على جِيرانِهَا وغَابَتِهَا:
“صَغِيرَتِي يَاسَمِين نَحْنُ الْغِزْلَانُ نَعِيشُ فِي قَطِيعٍ
نُحِبُّ منْ حَوْلَنَا وَ يُحِبُّنَا الْجَمِيعُ
قُوَّتُنَا في تَوَحُدِنَا مَعْ الْقَطِيعِ وَ فِي رَكْضِنَا السَّرِيعِ
وَلَدَيْنَا حَاسَّةُ شَمٍّ قَوِيَّةٌ وشَكْلُنَا وَدِيع
لَكِنْ عَلَيْنَا الْحَذَرُ مِنْ كُلِّ حَيوَانٍ وَضِيعٍ.”
مَرَّتْ الْغَزَالَتَانِ بِجِوَارِ بَعْضِ الْقُرُودِ، فَقَالَتْ لَارَا:
“هَؤُلَاءِ الْقُرُودُ مِنْ الْأَصْدِقَاءِ
هُمْ كَثِيرُو الْهَرْجِ وَالضَّوْضَاءِ
يُجِيدُونَ الشَّقْلَبَةَ فِي الْهَوَاءِ
وَيُحِبُّونَ اللَّعِبَ والْاخْتِبَاءِ.”
وَهَذِه صَدِيقَتُنَا ‘لَطَافَةُ’ الزَّرَافَةُ
تَأْكُلُ الْعُشْبَ وَ تُحِبُّ النَّظَافَةَ
تُمَيْزُّهَا رَقَبَتُهَا الطَّوِيلَةُ
وَمَنْظَرُهَا لَا يَخْلُو مِنْ الطَّرَافَةِ.”
“وانْظُرِي إلَى هَذِهِ السُّلَحْفاة
مَعْرُوفَةٌ هِي بِشِدَّةِ الْإِبْطَاءِ
وَلَكِنَّهَا مُثَابَرَةٌ وَمُحِبَّةٌ لِلْأَصْدِقَاءِ
وَلها دِرْعٌ يَحْمِيهَا مِنْ الْأَعْدَاءِ
وَاحْذَرِي مِنْ ذَاكَ الْأَسَدِ وَاسْمُهُ ضِرْغَامُ
مَلِكُ الْغَابَةِ قَوِيُّ الْبنْيَانِ
حَادُّ الْمَخَالِبِ طَوِيلُ الْأَنْيَابِ
وَكَذَا لَبْوَتُه وَصِغَارُهُ الْأَشْبَالُ
والْفُهُودُ وَ النُّمُورُ وَالذِّئَابُ جَمِيعُهُمْ مُفْتَرِس
فَعَلَيْنَا أَنْ نَحْذَر مِنْهُمْ وَنَحْتَرِس.”
سَمِعَتْ الْغَزَالَتَانِ صَوْتَ انْدِفَاعِ أَعْدَادٍ كَبِيرَةٍ مِنْ الْحُمُرِ الْوَحْشِيَّةِ، قَالَتْ الْغَزالَةُ:
“وَهَا هُوَ الْحِمَارُ الْوَحْشِيُّ ذُو الْخُطُوطِ
أَبْدَعَ الله خَلْقَهُ مِنْ غَيْرِ قِمَاشٍ وَلَا خُيُوطِ
وَرَغْمَ أَنَّهُ مَطْمَعٌ لِلْفُهُودِ وَالْأُسُودِ
فَهُوَ يُدَافِعُ عَنْ نَفْسِهِ فَيَرْكُلُ عَدُوَّهُ وَيَشُوطُ.”
وَقَفَت الْغَزَالَتَانِ تَتَنَاوَلَانِ وَجْبَةً خَفِيفَةً قَبْلَ الْعَشَاءِ
فَرَأَتْ الْغَزَالَةُ لَارَا بَعَضَ الظِّبَاءِ
فَتَحَدَّثَتْ إِلِيْهِا … وَفِي تِلْكَ الْأَثْنَاءِ
ابْتَعَدَتْ الصَّغِيرَةُ يَاسَمِينُ لِتَبْحَثَ عَنْ الْمَاءِ
وَهُنَا ظَهَرَ الثَّعْلَبُ الْمَاكِرُ فَابْتَسِمَ فِي دَهَاءِ
فَاقْتَرَبَ مِنْهَا وَ حَذَّرَهَا مِن السُّخَفَاءِ
وَ أَرَادَ أَنْ يَدْعُوَهَا عَلَى الْعَشَاءِ
انْتَبَهَتْ الْأُمُّ لَارَا إلى هَذَا الْاخْتِفَاءِ
فِي تِلْكَ الْأَثْنَاءِ
فَتَلَفَتَتْ حَوْلَهَا وَ رَكَضَتْ فِي كُلِّ الْأَرْجَاءِ
وَأَخِيرًا عَثَرَتْ عَلَى يَاسَمِين وَاقِفَةً مَعْ الثَّعْلَبِ
تَبْدُو كَالْبَلْهَاءِ
جَرّتْ لَارَا قَرْنَيهَا
فَتَلَفَّتَتْ حَوْلَهَا وَ شَعَرَتْ بِالْخَوْفِ وَ الْانْزِعَاجِ،
وَمِنْ قَبْلُ كَانَتْ تُحَذِّرُهَا مِنْ التّحدُّثِ إِلَى الْغُرَبَاءِ،
وَأَخِيرًا عَثَرَتْ عَلَيْهَا بجوارِ الثَّعْلَبِ ذي الدَّهَاءِ،
فَرَكضَ الثعلبُ بعيدًا فهو من الْجُبَنَاءِ
قالت لارا لابنتها:
يَاسمين لَقَدْ ابْتَعَدِتِ عَنْ الْقَطِيع وهَذَا خَطَأٌ شنيع
“لا تَظُنِّي الثَعْلَبَ الَّذِي يَحْلُو كَلَامَهُ مِنْ الْأَبْرِياءِ
فَرُبَّمَا أَرَادَ تَقْدِيمَكِ لِلْأُسُودِ كَوَجْبَةِ عَشَاءِ
أَو قَدْ يُرِيدُ افْتِرَاسِكِ هُو وَمَنْ مَعَهُ مِنْ الْأَصْدِقَاءِ.”
فَهَمْتْ يَاسَمِينُ الدَّرْسَ وَ وَعَدَتْ بِعَدَمِ تكْرَارِ مِثْلِ هِذِهِ الْأَخْطَاءِ.
عَادَت الْغَزَالَتَانِ إِلَى مَكَانِهِمَا وَسَطَ الْقَطِيعِ وَبَعْدَ قَلِيل
سَمِعَتَا وَقْعَ أَقْدَامٍ لِحَيوَانٍ وَزْنُهُ ثَقِيل
فَإِذَا بِهِ صَدِيقُهُمَا الْمَحْبُوبُ ‘فِيلُونَ’ الْفِيلُ
مَرَّ بِجِوَارِهِمَا فَحَيَّاهُمَا بِخُرْطُومِهِ الطَّوْيلِ
فِي سُرُورٍ رَدَّت الْغَزَالتَانِ التَّحِيَّةَ وَاسْتَعَدتَا لِلرَحِيلِ، وَعَادَتْ لَارَا تَنْصَحُ ابْنَتَهَا يَاسَمِينَ، فَقَالَتْ لَهَا:
“وَأَثْنَاءَ لَعِبَكِ وَ حِينَ تَسِيرِينَ
تَلَفَّتِي حَوْلَكِ عَنْ الْيَسَارِ وَعَنْ الْيَمِينِ
فَهُنَاكَ الكثير من الْحَيَّات السَّامَة وَ الثَّعَابِين
فَقَدْ تكُونُ إحداها مُخْتَبِئة فِي الْوَحْلِ أَوْ فِي الطِّينِ
أَرَدْتُ أَنْ أُعْلِمَكِ بِتِلْكَ الْمَخَاطِرِ لَعَلَّكِ تَفْطَنِينَ
فَكُونِي مُسْتَعِدَّةً وَ حَذِرَةً دَوْمًا يَا صَغِيرَتِي يَاسَمِين
ثُمَّ سَرَتْ إِشْارَةٌ بَيْنَ أَفْرَادِ الْقَطِيعِ
تُنَادِي بِالتَّحَرُّكِ مِنْ قِبَلِ الْجِمِيعِ
وَعَلَى بَقِيَّةِ الْقَطِيعِ أَنْ يَسْمَعَ وَ يُطِيعَ
———————————————