“هاسل”.. الجرو الأليف “قصة للأطفال” بقلم الكاتبة رؤى مسعود جوني
من قصص الأطفال:
قصة: “هاسل” .. الجرو الأليف
للكاتبة: رؤى مسعود جوني
تدقيق: مالك الشويخ
 |
| من قصص الأطفال – قصة: “هاسل” .. الجرو الأليف – للكاتبة: رؤى مسعود جوني– موقع (كيدزوون | Kidzooon) |
ذات يوم، بينما كان سامي عائدا من مدرسته وحيدا، تفاجأ بمجموعة من الصبية المشاغبين القساة، يضربون جروا صغيرا للمتعة ليس إلاّ، كانوا يضربونه بكلّ قسوة وقد انعدمت مشاعرهم، رغم أنين الجرو الصغير المستمرّ الناجم عن الألم والعجز.
رقّ قلب سامي وركض نحو الجرو محاولا إبعاد الصبية عنه، ورغم ما ناله منهم من بذيء الكلام ومن الأذى استطاع أن يضمّ الجرو إليه وهرول به بعيدا واتّجه نحو المنزل.
 |
| من قصص الأطفال – قصة: “هاسل” .. الجرو الأليف – للكاتبة: رؤى مسعود جوني– موقع (كيدزوون | Kidzooon) |
شهقت الأم مذعورة عند رؤية سامي ولمحت ثيابه المتسخة ولاحظت الجرو وهو يتألّم بين يديه، وقبل أن تنبس بأيّ حرف صاح سامي:” أرجوك يا أمي فلنساعد الجرو المسكين أوّلا.”
أرادت الأم للوهلة الأولى، إظهار غضبها، بسبب جلب ابنها للجرو إلى المنزل، فهي ليست من هواة تربية الحيوانات الأليفة في المنازل، لكن رؤية الدم ّوالخدوش على جسم الجرو، وسماعها أنينه المستمرّ جعلها تسكت . واّتخذت بسرعة قرارها بأخذ الجرو لأقرب طبيب بيطري لعلاجه.
 |
| من قصص الأطفال – قصة: “هاسل” .. الجرو الأليف – للكاتبة: رؤى مسعود جوني– موقع (كيدزوون | Kidzooon) |
وضع الطبيب الجرو على سرير الفحص وبعد المعاينة والفحص، تبيّن أنّ قدم الجرو مكسورة، فبادر إلى حقنه بحقنة دواء لتخفيف آلامه، ثمّ جبر رجله المكسورة وبعدها نظّف الجروح والخدوش في كامل جسم الجرو الضعيف، ونظف أيضا وبره الكثيف، وحقنه بلقاحات ضد الأمراض الخطيرة التي من الممكن أن تصيبه مستقبلا.
وحالما أتمّ الطبيب عمله خاطبهما قائلا:
ـ كلّ شيء على ما يرام الآن، الجرو بحاجة للعناية والمتابعة خلال الفترة القادمة ، فالكسر والجراح تحتاج لرعاية وتغيير الضمادات لفترة من الزمن حتّى تلتئم وتبرأ، هذا الجرو ضعيف جدا وبحاجة للطعام كي يستعيد عافيته ويكبر.
وقال سامي دون تفكير:” سأهتمّ به وسأقدّم له كل ما يحتاجه من الرعاية والعناية.”
تفاجأت الأم بكلام ابنها، فهي لم تكن تتوقّع أن يحلّ هذا الجرو الغريب المريض المحتاج إلى العناية والتمريض ضيفا في منزلها، فقالت: ” ماذا تقول يا سامي؟ سنرسله إلى مركز رعاية الحيوانات الأليفة الضائعة وسيتكفلّون به.”
 |
| من قصص الأطفال – قصة: “هاسل” .. الجرو الأليف – للكاتبة: رؤى مسعود جوني– موقع (كيدزوون | Kidzooon) |
اغرورقت عينا سامي بالدموع وقال لأمّه:” أرجوك يا أمّي إنّ الجرو ضعيف جدّا وقد يموت، دعينا نأخذه إلى المنزل ولن أطالبك أبدا بالعناية به.”
أمام إصرار سامي ودموعه ورؤية الجرو الضعيف، رقّ قلب الأمّ ووافقت على مضض وطلبت من سامي القيام بكل مهامّ العناية بالجرو، واشترطت أن يغادر المنزل بعد شفائه.
وافق سامي بفرح وذهبا إلى المنزل برفقة الجرو .
بقي سامي لأيّام طويلة، يستيقظ باكرا ليراقب الجرو الصغير وأطلق عليه اسم ( هاسل)، كان يداوي جراحه بعناية، ويقدّم له الطعام، ويتأكّد أنّه بخير، قبل الذهاب إلى مدرسته، وبمجرّد عودته، كان ينظّف العلبة التي خصّصها ليقيم فيها هاسل في الشرفة، ويطعمه طعامه الخاصّ به ويضع له الماء ، كلّ ذلك قبل أن يتناول غداءه ناظرا بفرح إلى هاسل، وبعدها يتوجه لإنجاز فروضه بمتعة وحماس.
لاحظ والدا سامي توقّفه عن الشرود والصمت، حتى أن نبرات صوته أصبحت أكثر حماسة وسعادة، وكأنّ سامي قد وجد متعته في الحياة، وهذا أسعدهما جدّا.
 |
| من قصص الأطفال – قصة: “هاسل” .. الجرو الأليف – للكاتبة: رؤى مسعود جوني– موقع (كيدزوون | Kidzooon) |
وفي ذات صباح وأثناء تناولهما الإفطار قال والد سامي:
ـ لطالما تساءلنا عن سبب حزن سامي وشروده وصمته، الآن اكتشفنا السبب وهو افتقاده للصحبة الجميلة.
أجابت أم سامي:
“على ما يبدو ليس سامي من ساعد هاسل فقط، بل هاسل قد ساعد سامي أيضا على تجاوز كآبته.”
مرّت الأيام بسرعة، وتعافى هاسل تماما واستعاد صحّته، وزاد تعلّق سامي والجرو ببعضهما البعض، كان هاسل يثب نحو سامي ويهزّ ذنبه فرحا بمجرد أن يراه قادما نحوه.
 |
| من قصص الأطفال – قصة: “هاسل” .. الجرو الأليف – للكاتبة: رؤى مسعود جوني– موقع (كيدزوون | Kidzooon) |
وفي يوم من الأيام وبينما كان سامي وهاسل يلاحقان بعضهما بمرح في حديقة المنزل، وأصوات ضحك سامي ترنّ فرحاً، نادته أمّه وحين حضر قالت له:
ـ ألا زلت تذكر كلامنا في عيادة الطبيب حول إقامة هاسل المؤقتة في منزلنا؟
خفض سامي رأسه بحزن وقال:” نعم يا أمي أذكر.. ولكن…”، وتوقّف عن الكلام وقد أحسّ بغصّة وحزن متوقّعا أن تطلب منه أمه أن يتخلّى عن جروه.
لكنّ الأمّ أجابت بلهجة مرحة جعلت سامي يرقص فرحاً:
” لقد ناقشنا أنا ووالدك هذا الموضوع واتّفقنا على بقاء هاسل معنا في المنزل، بإمكانك منذ الآن اعتباره أحد أفراد أسرتنا.”
———————————————
