من قصص الأطفال المترجمة:
قصة: ذات الرداء الأحمر.. ذات مرة
ترجمة: أنوار الطموني
تدقيق: د. علياء الداية
الناشر: (التجربة الفرنسيّة – The French Experiment)


كان يا مكان، في وسط غابة كثيفة، منزل صغير حيث تسكن فتاة جميلة تُدعى ذات الرداء الأحمر. في أحد الأيام المشمسة، نادتها والدتها إلى مطبخ منزلهم الصغير.
قالت: “الجدة مريضة، احملي لها سلة الكعك هذه، لكن كوني حذرة جداً، ابقي على طريق الغابة ولا تتوقفي! إذا مشيتِ بسرعة، فلن يحدث لك أي ضرر!”
قالت الابنة: “لا تقلقي يا أمي، سأركض حتى أصل إلى جدتي دون توقف!” قبّلت ذات الرداء الأحمر والدتها وغادرت، وبدأت الفتاة الصغيرة رحلتها الطويلة عبر الغابة.
لكنها سرعان ما نسيت كلمات والدتها الحكيمة.
رأت مقدارًا كبيرًا من الفراولة تحت شجرة. “يا لها من فراولة جميلة!
“هتفت وهي تضع سلّتها على الأرض. “إنها رائعة جدًا، وناضجة، وكبيرة جدًا! لذيذة! ربما سآخذ واحدة أُخرى.
فجأة، تذكرت ذات الرداء الأحمر والدتها، ووعدها، وجدتها والسلة… فأسرعت بالعودة إلى الطريق.
أصبحت الغابة أكثر فأكثر كثافة. حلّقت فراشة صفراء باتجاهها عبر الأشجار.
هتفت، “أوه، ما أجملها!”، وتَبِعت الفراشة عبر الأشجار. “سأمسك بكِ !”
ثم رأت بعض الأقحوانات الكبيرة على العشب. هتفت: “أوه، كم هي جميلة! ستحبها الجدة!”، وقطفت باقة كبيرة من الزهور.
في الوقت نفسه، نظرت إليها عينان مرعبتان من خلف شجرة. ضجيج غريب في الغابة جعل ذات الرداء الأحمر تقفز خائفة، وبدأ قلبها ينبض. “يجب أن أجد الطريق وأهرب من هنا! بسرعة!”
ركضت ذات الرداء الأحمر وركضت، ووجدت الطريق أخيرًا. لكن عندما بدأت تهدأ، سمعت ضجيجًا غريبًا آخر خلفها…
صوت عالٍ جدًا قال لها: مرحباً أيتها الفتاة الصغيرة… لماذا تمشين في الغابة بمفردك؟ إلى أين أنتِ ذاهبة؟


قالت ذات الرداء الأحمر بصوت خافت: “أَحمل بعض الكعك إلى جدتي. إنها تُقيم في نهاية هذا الطريق.”
سأل الذئب: “هل تعيش جدتك بمفردها؟” (لأنه كان الذئب الضخم الشرير الذي تتحدث إليه).
أجابت: “أجل، وهي لا تفتح الباب أبدًا للغرباء! “
أجاب الذئب: “لديك جدة ذكية جداً. حسنًا، تشرفت بالحديث معكِ. ربما سنلتقي مرة أخرى!”
ذهب الذئب بعيدًا وهو يفكر: “مممم، سآكل الجدة أولاً، وسأنتظر وصول الفتاة الصغيرة!”
وصل الذئب إلى نهاية الطريق حيث يقع المنزل الصغير. توك! توك! طرق الذئب الباب.
“مَن هناك؟” نادت الجدة من سريرها.
إنه أنا، ذات الرداء الأحمر. أَجلبُ لكِ الكعكَ لأنكِ مريضة. أجاب الذئب، محاولًا إخفاء صوته القوي قدر الإمكان.
قالت الجدة: “أوه، هذا رائع!” ولم تلاحظ أي شيء غريب.
جدة مسكينة! في أقل من ثانيتين، قفز الذئب إلى الغرفة وابتلع السيدة العجوز. ثم ارتدى فستان الجدة وقبعتها وتسلل إلى السرير.
وسرعان ما طرقت ذات الرداء الأحمر الباب. “جدتي، هذه أنا، هل يمكنني الدخول؟“
حاول الذئب تقليد صوت الجدة الخافت فأجاب: “أهلا عزيزتي! ادخلي!”
“يا له من صوت ضخم، يا جدتي!” قالت الفتاة الصغيرة مندهشة.
قال الذئب: “لأحيّيك بشكل أفضل يا عزيزتي“.
“و لديكِ عينان كبيرتان يا جدتي…” “لأراكِ بشكل أفضل يا عزيزتي!”
صاحت ذات الرداء الأحمر، وهي تقترب من السرير، “و لديك يدان كبيرتان“
قال الذئب:” لأُعانقك بشكل أفضل، يا عزيزتي!”
همست الفتاة الصغيرة بصوت خافت: “و لديك فمٌ كبيرٌ“.
تَمتم الذئب: “لآكلك بشكل أفضل يا عزيزتي!” وقفز من سريره وابتلعها، ثم امتلأت معدته ونام.


في هذه اللحظة، خرج صياد من الغابة. رأى المنزل وقرر التوقف لطلب كوب من الماء. كان يبحث عن ذئب كبير يُرهب القرية.
سمع الصياد صَفيرًا غريبًا داخل المنزل. نظر من النافذة ورأى الذئب الكبير يشخر على سرير الجدة. صرخ الصياد: “الذئب! لن يهرب مني هذه المرة!”
فتح الصياد معدة الذئب، أَخرَج الجدة وذات الرداء الأحمر باندهاش، سالمتين ومعافاتين. قالت السيدة العجوز: “أوه، شكرًا لك”.
قال الصياد لذات الرداء الأحمر: “العودة إلى المنزل آمنة الآن”. “لقد مات الذئب الضخم الشرير، ولم يعد هناك أي خطر في الطريق.”
وصلت والدة ذات الرداء الأحمر إلى منزل الجدة مع غروب الشمس. كانت قلقة جدًا عندما لم تعد ابنتها إلى المنزل، وعندما رأت ذات الرداء الأحمر، أجهشت بالبكاء: “أوه، أنتِ بأمان!”
بعد شكر الصياد مرة أخرى، عادت ذات الرداء الأحمر ووالدتها إلى المنزل من الغابة.
وبينما كانتا تمشيان بسرعة تحت الأشجار، قالت الفتاة الصغيرة لوالدتها: “يجب أن نبقى دائمًا على الطريق وألا نتوقف أبدًا. إذا فعلنا ذلك، فسنبقى بأمان!”
———————————————
ملاحظة: تم ترجمة هذا العمل من قبل فريق ترجمة القصص في: موقع (كيدزوون | Kidzooon)
تم الحصول على العمل الأصلي للكتاب لترجمته من موقع: التجربة الفرنسيّة