من قصص الأطفال:

قصة: “عبسي” وخم الدجاجات

للكاتبة: وفاء إسماعيل المبيض – فلسطين، مدينة غزة

“كم أكره القط عبسي وكم أحب الدجاجة كاري” قالت نوني ذلك وهي تنظر من نافذة كوخ جدتها نحو خم الدجاجات.

“نق نق نق”… نقنقت الدجاجة كاري غاضبة كعادتها محاولة أن تحمي بيضها من القط البدين عبسي.

قالت كاري لعبسي وهي تدور حوله بتفاخر: “ستفقس البيضات قريبًا وسترى صيصانًا عجيبة”.

تراجع عبسي إلى الوراء بعدما نقرته كاري على رأسه وشرع يدور حولها قائلًا لها: “لقد كنت أحاول أن أحمي البيض من الأفعى”.

ظلت كاري واقفة أمام بيضها حتى لا يقترب منه عبسي ونقنقت بغضب.

سمع الديك الزعيم وباقي الدجاجات صوت كاري فأسرعوا إليها والتفوا حول عبسي، فصرخ عبسي الكسول:

 مياو مياو. ونقنقت الدجاجات، مما أدى إلى ضجيج في الحظيرة.

اتسعت عينا نوني وصاحت متذمرة: “لا ليس الآن يا عبسي”، ثم أسرعت إلى حظيرة جدتها تتمتم: “أكرهك أيها القط البدين”.

سحبت نوني القط السمين عبسي من ذيله صارخة في وجهه: “إنك قط سيء لا تفعل شيئا جيدًا”

كشر عبسي عن أنيابه غضبًا وقرر ألا يستسلم.

حملت نوني الدجاجة كاري ثم همست لها: “كاري الشجاعة، لا تسمحي لعبسي أن يدخلنا في متاهة، كم أنتظر البيض ليفقس!”.

رفرفت كاري بجناحيها معلنة رضاها عن كلام نوني ثم أسرعت نوني لتناول العشاء مع جدتها.

لم يمل عبسي من محاولة دخوله الخم وظل يحاول ويحاول جاهدًا لحماية البيض دون أن يصدر ضجيجًا وتسمعه نوني.

“لقد تأخر عبسي عن العشاء، ابحثي عنه في الحظيرة يا نوني” قالت الجدة ذلك.

ردت نوني وهي غاضبة: “أنا أكره عبسي، إنه بلا فائدة يا جدتي، لماذا ما زلت تحتفظين به، لنعطه إلى الجيران، أو نرسله إلى عمي نُعمان”.

ضحكت الجدة وهي تضع أطباق الحساء على الطاولة ثم قالت: “لقد طارد عبسي الفئران، وحمى الحظيرة من الأفاعي والجرذان، حتى أصبح كبيرًا في السن، وعليّ أن أهتم به كما كان يهتم بدجاجاتي طيلة السنوات المنصرمة”.

أسرعت نوني لإحضار عبسي كي لا يبرد الحساء، وظلت تبحث وتبحث إلى أن سمعت صوتًا غريبًا في خم الدجاجات فأسرعت إليه، وهناك أصيبت بصدمة كبيرة…

كان عبسي يلفظ أنفاسه الأخيرة على باب الخم، والدجاجات تنقنق من الحزنِ بصوتٍ عالي.

نادت نوني بأعلى صوتها على جدتها، أسرعت الجدة بالاتصال بالطبيب البيطري عندما أثار المشهد صدمتها، وما إن وصل الطبيب حتى شرع بإخراج السم من جسد عبسي.

فرحت نوني كثيرًا عندما أخبرها الطبيب أن عبسي بخير، ونقنقت الدجاجات فرحًا هذه المرة، واعتذرت كاري من عبسي لأنها لم تكن تعلم أنه كان يحاول حماية البيض من الأفعى التي ارتمت قتيلة بعد صراعٍ طويلٍ مع عبسي.

فقس البيض وخرج منه صيصان صفراء جميلة، عاهدت نوني جدتها أن تأتي كل أسبوعٍ إلى الحظيرة لتهتم بالصيصان وعبسي.

أصبحت نوني صديقة مقربة لعبسي، وكانت تحضر له في كل زيارة علبة من لحم التونة مكافأة على شجاعته وتعبيرًا عن امتنانها له.

ومنذ ذلك الحين بدأت نوني تحب القطط جميعها، ولم تنعت قطًا بالسوء أو تؤذيه قط.

———————————————

تم النشر بطلب من كاتبة القصة: أ. وفاء المبيض.