Skip to content Skip to footer

رباب والسّرداب “قصة للأطفال” بقلم زينب دليل

احفظ هذه الصفحة في قائمة "المفضّلة" الخاصّة بك - فضّله (0)

لبيس لديك حساب في موقع كيدززون؟ قم بإنشاء حساب

من قصص الأطفال:

قصة: رباب والسّرداب

تأليف: زينب دليل

تدقيق لغوي: د. علياء الداية

ماذا يقول لنا “كيدزوون” عن قصة “رباب والسّرداب”؟

تذهب “رباب” في رحلة مدرسية مع صديقاتها، وهناك تحدث بعض الأمور المفاجئة التي تظهر اختلاف رباب عن صديقاتها، ترى عن أي اختلاف تدور القصة، وماذا تفعل رباب عندما ترى منزل الجدة وحاجتها للمساعدة؟

قصة “رباب والسّرداب” هي قصة مميزة وممتعة تحدثنا عن بعض القيم والأخلاق بطريقة جميلة ومميزة، ترويها لنا الكاتبة “زينب دليل” في قصتها هذه، فهيا بنا نقرأها معا، ونسافر في رحلة مع رباب وصديقاتها.

 قصة “رباب والسّرداب”:

خرجت رباب مع صديقاتها في رحلة مدرسية إلى غابة في أطراف البلدة. في الطريق حرص المعلم على توزيع المهام للحفاظ على النظام. وما إن توقفت الحافلة حتى توزّع التلاميذ إلى فرق، فريق يجمع الحطب والآخر ينصب الخيام وفريق يجلب الماء ويتفقد المكان، بينما قرّرت صديقات رباب الابتعاد عن البقيّة، وقلن لن نعود حتى تنصب الخيام ويعدّ الطعام فلا طاقة لنا على أداء المهام.

شعرت رباب بالحرج الشديد، لكنها لم ترد أن تتخلّف عن صديقاتها.

مشين… ومشين وبين الأشجار لعبن، ودون حذر ركضن، وفجأة في سرداب قديم… وقعن. بدت الأرض تحتهنّ رخوة، فلم يتعرضن للأذية، نهضن ونفضن ما علق بثيابهنّ بذهول، حتّى سمعن صوتاً يقول:

من فضلكنّ يا أميراتي، هلا أزحتنّ الحجارة التي سدّت طريقي؟

ردت إحداهنّ بتعالٍ: لا. لن نفعل، فهذا ليس عمل الأميرات، وسرن مبتعدات.

نظرت رباب بإشفاق إلى الساقية، لكنّها لم تجرؤ على مساعدتها حتى لا تتعرض للسخرية.

في الطريق وجدن شجرة برتقال تدلّت فروعها بالثمار، كانت رائحة البرتقال زكية، وشهية.

قالت شجرة البرتقال راجية: لطفاً يا صغيراتي هلّا هززتنّ فروعي ليتساقط ما نضج من ثمراتي.

ردّت إحداهنّ بجفاء: لا. لن نفعل، هذه مهمّة الفلاحات، ومضين غير مباليات.

نظرت رباب إلى شجرة البرتقال بإشفاق وتمنّت لو تتذوق واحدة، لكنّها لم تجرؤ على قطفها حتى لا تسخر منها صديقاتها.

وبعد طول المسير وصلت الفتيات إلى بيت كبير. كنّ متعبات وجائعات. طرقن الباب ففتحت لهنّ سيدة عجوز هزيلة، شاحبة اللون، ورحبت بهنّ. طلبن منها شربة ماء تروي عطشهنّ فاعتذرت لأنّها لا تملك في البيت ماء.

طلبن شيئا يأكلنه، فاعتذرت لأنّها لم تعد تقوى على الطهي ولا قطف الثمار.

كانت الفوضى تعم المكان فطلبت العجوز منهنّ بارتباك مساعدتها في ترتيب موضع جلوسهنّ، فتأففن وقلن: لا لن نفعل، هذه مهمة الخادمات.

شعرت رباب بالخجل من تصرّفات صديقاتها، وحاولت إقناعهنّ بالتعامل بلطف مع مضيفتهنّ، لكنهنّ سخرن منها وألقين بأجسادهنّ على الأريكة فتناثر الغبار. نظرت رباب إلى السيدة العجوز بإشفاق وقررت مساعدتها، لكن من أين تبدأ؟

فكّرت رباب بأنّ عليها أولاً جلب الماء، فبه تنظّف المكان وتعدّ الطعام. خرجت مسرعة إلى الساقية، أزاحت الحجارة عنها فتدفّق الماء وجرى في السواقي. شربت حتّى ارتوت، وحملت معها ماء إلى بيت العجوز.

وفي طريقها مرّت بشجرة البرتقال، هزّت فروعها فتناثرت حبّات البرتقال الناضجة، أكلت واحدة فوجدتها أحلى وألذ برتقالة تذوقتها في حياتها، وفي طرف ثوبها حملت ما استطاعت من البرتقال إلى السيدة العجوز.

ما إن وصلت رباب إلى بيت السيدة العجوز، حتى أقبلت على ترتيب أغراضه بنشاط لم تعهده، ومتعة لم تشعر بها من قبل، حتى أنها لم تنتبه إلى اختفاء صديقاتها. كان كل شيء يعود إلى مكانه ما إن تضع يدها عليه وكأنها تملك لمسة سحرية.

شكرت السيدة العجوز رباب على لطفها وحسن تدبيرها، ووضعت تاجاً ذهبياً على رأسها.. فتوردت خدودها.

سألت رباب عن صديقاتها فأخبرتها السيدة العجوز أنهنّ في طريقهنّ إلى المخيّم، وبعد إصرار رباب على العودة معهنّ، فرقعت السيدة العجوز أصابعها فوجدت رباب نفسها مع صديقاتها في المخيم بين الطلّاب والمعلّم.

كان الجميع ينظر بذهول إلى الحالة المزرية لصديقات رباب وقد نُكشت شعورهنّ وشحب لونهنّ وغارت عيونهنّ، ويتعجبون من حسن مظهرها بينهنّ. تحلّقوا حولها وراحوا يسمعون ما حدث معها وهم يتلذذون بطعم البرتقالة التي كانت في جيبها.

———————————————

تم النشر بطلب من كاتبة القصة: أ. زينب دليل.

اترك تعليقاً

ثلاثة عشر + 6 =

Go to Top