Skip to content Skip to footer

الحَطَّابُ والرَّجُلُ العَجوزُ “قصة مُستوحاة من التُّراث الشّعبي” بقلم الكاتب د. شاكر صبري

احفظ هذه الصفحة في قائمة "المفضّلة" الخاصّة بك - فضّله (0)

لبيس لديك حساب في موقع كيدززون؟ قم بإنشاء حساب

من قصص الأطفال:

قصة: الحَطَّابُ والرَّجُلُ العَجوزُ

قصة مُستوحاة من التُّراث الشّعبي

بقلم: د. شاكر صبري

تدقيق: سعيدة الزّارعي

يُحْكَى أَنَّه كانَ هُناكَ رَجُلٌ فَقيرٌ يَعْمَلُ في جَمْعِ الحَطَبِ. يَحْمِلُ مِعْوَلَهُ ويَذْهَبُ كلَّ يومٍِ إلَى مَكانٍ فيهِ أَشْجارٌ كثيرةٌ فيقومُ بقطعِ الفروعِ الصَّغيرةِ الذَّابلةِ ويحمِلُها على ظهرهِ ثمَّ يقومُ ببيعِها، لأنَّ طَهْيَ الطَّعامِ قَديماً كانَ يتمّ بحرق فروع الأشجار. ويُسمّى مَن يقوم بهذا العمل بالحَطَّاب. كانَ هَذا الرَّجُل مَشْهوراً بالوَرَعِ والصِّدْقِ والخُلُقِ الرَّفيعِ.

كبُر الرَّجُل في السِّنِّ وتدهورت صحَّتُه. وأصبح يُعاني كثيرًا منَ الْعَمَلِ. ولكن لا يوجد معه مال لينفق منه، فهو يكدّ ويتعب للحصول على لُقيماتٍ بسيطةٍ تحفظُه من التَّسَوُّلِ وسُؤالِ النّاس.

وأثناء ذهابه لجمع الحطب ذات يومٍ رأَى شيخاً عجوزاً يجلس على صخرة. حين رآه العجوز قال له: “أنقذني أنا ظمآنٌ جدًّا، أرجوك أحضر لي ماءً لأشربه”. فأسرع الحَطَّاب وأحضر له الْماءَ. وبعد أن شرب الشّيخ وارتوى قال للحطّاب: “إنّك إنسان طيّب، ولهذا سأعطيك بقرةً حلوباً يحلب أحد ضرعيها لبنا والآخر عسلا لكي تبيعه وتستفيد منه“.

وذهب الحَطَّاب بهذه البقرة إلى صاحب مواشي عنده حظيرة كبيرة وقال له: “إنّ هذه البقرة لها مواصفات كذا وكذا وأرجو أن تدعها تعيش مع الأبقار التي في حظيرتك على أن يكون لك نصيبها من اللّبن ونصيبي أنا من العسل كلّ يوم“.

فوافق الرّجل.

وفي اليوم التّالي ذهب الرّجل ليحلبها لتأتي له بالعسل. فقال له الرّجل: “لقد ماتت البقرة“.

وجاء ببقرةٍ ميّتة تشبهها تماما.

حزن الرّجل ولم يتكلّم. ثمّ عاد للعمل بجمع الحطب ثانيةً. فقابل الرّجل العجوز فسأله عن حاله فحكى له القصّة فقال له: “لا عليك”. وأعطاه مكيالا يمتلىء بالحبوب حين يُطلبُ منه ذلك.

ولمّا عاد الرّجل إلى منزله وأخبر زوجته بذلك ذهبت إلى جارتها على الفور وأخبرتها بأنّ زوجها قد رُزق بمكيالٍ سحريٍّ، وسوف يتغيّر حالهم إلى أحسن حال. فقامت جارتهم بادِّعاءِ عراكٍ لها مع بعض الجيران. فخرج الحَطَّابُ وزوجته لفضّ هذا النّزاع، فتسلّلت الجارة إلى منزلهم خفيةً وسرقت المكيال السّحريّ.

عاد الحَطَّاب إلى عمله بجمع الْحطبِ ثانيةً. فقابله العجوزُ فقال له: “لماذا عدت ثانية لجمع الحطب؟” فحكى له الحَطَّاب ما حدث له فقال له الشّيخ: “سأعطيك للمرّة الأخيرة جوهرة ثمينة، هذه الجوهرة حين تسألها عن شيء مفقودٍ لك ستدُلُّك على مكانه، وأرجو أن تُحافظ عليها“.

عاد الحَطَّاب بالجوهرة إلى زوجته ففرحت كثيرا.

سألا الجوهرة عن مكان المكيال فقالت بأنّ المكيال عند جارتهم ووصفت لهما المكان بالضّبط.

قال الحَطَّاب: “ولكن كيف نعيده منها؟

قالت زوجته: “لا عليك هذا دوري“.

ثمّ طرقت باب الجارة ففتحت لها الباب. فقالت لها: “هل تسمحين لي بالدّخول؟

فسمحت لها وبمجرّد أن دخلت إلى المنزل أسرعتْ وأخرجت المكيال من مكانه وقالت للجارة: “أليس هذا مكيالنا؟” فلم تتكلّم الجارة وشعُرتْ بالخجل.

وعاد المكيال للحطّاب ولكن هذه المرّة تعلّم أن يُحافظَ عليه ولم يعُد يُعطيهِ لأحدٍ.

وسأل الجوهرة عن مكان البقرة التي أعطاها لصاحب الحظيرة فأخبرته بمكانها بالضّبط.

فذهب إلى صاحب الحظيرة وقال له: “أريد أن أشتري منك بقرةً تُعطي لبناً وفيراً“.

فقال له الرّجل: “أدخل واختر ما شئتَ من الماشية”. فدخل الحَطَّاب على الفور واختار البقرة التي كانت معه. فتلعثمَ الرّجلُ. ثمّ قام الحَطَّاب بحلبها فأخرجت له لبناً من أحد ضرعيها. ومن الضّرع الآخر عسلا.

فقال له: “أليست هذه بقرتي التي قلتَ لي أنّها قد ماتت؟” فلم ينطق الرّجل من الخجل.

فأخذها الحَطَّاب وانْصَرَفَ.

وأصبح المكيال السّحريّ يُعطيه ما يحتاج إليه من حبوبٍ لطعامه ولطعام بقرته وأصبحت البقرة تُعطيه لبناً وعسلا يأخذ ما يحتاجه ويبيع ما يفيض عنه حتّى أصبح ميسورَ الْحالِ.

———————————————

تم نشر القصة بطلب من كاتبها: د. شاكر صبري.

اترك تعليقاً

تسعة + 12 =

Go to Top