الفهد الذكيّ “قصة للأطفال” بقلم الكاتبة زينة سبانو
من قصص الأطفال:
قصة: الفهد الذكيّ
للكاتبة: زينة سبانو
تدقيق: كريمة الغربي
 | |
|
في غابات السّافانا، كان الفهد المرقّط الصّغير يلاحق أخاه الأكبر.
قفز الفهد الفتى إلى أعلى الشّجرة، وأخذ الصّغير يراقب أخاه من الأسفل.
قالت الأمّ لصغيرها الحزين: إنّ الفهود متسلّقة أشجار ماهرة.
لكنّها لن تتقن التسلّق حتّى تفطم عن حليب أمّها وتنمو مخالبها.
 | |
|
صمتت الأمّ. فجأة، وبسمعها الحاد اِستطاعت سماع صوت أقدام ضبع يقترب.
فطلبت من الصّغير الاختباء في حفرة، فانزعج الصّغير وهمس لأمّه : أكره هذه الحفر!
ردّت الأمّ: ستبقى الحفر مخبأ لك حتّى تتقن تسلّق الشّجر.
وبعد رحيل الضّبع، مضت الأمّ إلى الصّيد.
وانطلق الصّغير يشحذ مخالبه ليعاود محاولة تسلّق أيّ شجرة يصادفها.
فمشى طويلا وتدرّب عل أشجار كثيرة دون أن يشعر بأنّه اِبتعد عن المنزل.
عادت الأمّ تحمل غزالا شهيّا، وضعته على الأرض ونادت على صغارها فلم يحضر سوى الفهد الأكبر،
فهرعت تبحث عن ذلك الصّغير الشقيّ.
 | |
|
كان الصّغير يرتجف خوفا من زئير الأسود الّتي أحسّت بوجود دخيل في عرينها، وعندما أوصلت الرّياح إلى أنفه رائحة أمّه الحبيبة ركض نحوها، فحملته أمّه بين أسنانها وعادت إلى منزلها.
شعر الصّغير بالأمان في حضن العائلة. أخذ يقفز على كل شجرة أو شجيرة طويلة كانت أم قصيرة
دون أن يحرز أيّ تقدّم يذكر.
 | |
|
مضت الأيّام ولم يعد الصّغير يفكّر إلّا في إيجاد طريقته الخاصّة لتسلّق الشجر بدل أن يكون كالأرانب التي تلتجأ إلى الحفر ريثما تطول مخالبه وتساعده في التسلّق على طريقة كلّ من أخيه وأمّه.
حتّى خطرت بباله فكرة!
صنع سلّة من الأعواد اليابسة الكثيرة ثمّ من أعشاب السّافانا الطّويلة شكّل حبلًا.
 | |
|
ربط إحدى طرفي الحبل بالسلّة والطرف الآخر ألقاه على إحدى الأغصان ثمّ قفز إلى داخل سلّته فانفلت الحبل من الغصن وسقط على الأرض بجانب السلّة، وبسرعة صنع سلّة ثانية ربطها في طرف الحبل المتدلّي وأعاد تعليقه على الغصن ثمّ قفز مجدّدا في إحدى السلّات، فانزلقت السلّة الفارغة وارتطمت على الأرض بجانب السلّة الأولى وتكسّرت.
أعاد تشكيل السلّتان بإتقان وبطّنهما بالكثير من الأعشاب الخضراء وعلّقهما على الشجرة.
قفز في إحداها وفي الأخرى أخذ يقذف الأحجار ولمّا باتت السلّة ثقيلة جدّا هوت على الأرض رافعة سلّة الفهد إلى الأعلى، قال فرحا: نجحت أخيرا! نجحت أخيرا!
لكنّه عندما أخبر عائلته عن اِختراعه الفريد ضحك أخوه، وقالت أمّه مؤنّبة: ألا تستطيع الانتظار حتّى تتسلّق كالكبار إنّ اِختراعك هذا لن يحميك من الأعداء!
 | |
|
ثمّ مضت إلى الصّيد ولم تعد تلك المرّة بطعام بل بجرح عميق في الأقدام ولم تكد تستلقي لترتاح حتّى سمعت صوت نباح فطلبت من الجميع الاختباء. وفي سبيل تسلّق الشجرة بذلت كلّ العناء لكنّها مصابة ولن تستطيع الحركة فطلب من أمّه الجلوس في السلّة ومن حفرته أخذ يلقي في السلّة الأخرى المزيد من الأحجار.
اِرتفعت سلّة الأمّ ووصلت إلى أعلى الشّجرة واستقرّت سلّة الأحجار على الأرض من شدّة ثقلها.
وبعد أن مضى قطيع الكلاب البريّة، خرج الصّغير من الحفرة ونزل الأخ الأكبر من على الشّجرة.
أمّا الأمّ فقد كان جرحها عميقا ويبدو أنّها ستظلّ في السلّة المريحة لأيّام.
وفي تلك الفترة أخذ الأخوان يقتاتان على الحيوانات الصّغيرة والفئران ويقدّمان لأمّهما حصّتها من الطّعام حتّى تحسّنت وغادرت السلّة.
 | |
|
قالت للصّغير: إنّ اختراعك مذهل حقّا! وتستطيع أن تستخدمه للاختباء.
فقفز الصّغير على الشّجرة قفزتين حتّى وصل إلى أعلى غصن وقال: لقد نمت مخالبي وأستطيع أن أتسلّق الآن.
قالت الأمّ: إنّك ماهر فعلا! لكن ماذا ستفعل بتلك السّلال؟
ضحك الصّغير قائلا: سآخذ فيها القيلولة.
النّهاية
 | |
|
———————————————
