من قصص الأطفال:
قصة: عَجَبًا لَكَ أَيُّهَا الْإِنْسَانْ!!!
تأليف: سعيدة الزّارعي – تونس
 |
|
|
أنا السّمكة “مرجانة” أعيش في أعماق البحر، هنا حيث يوجد مهرجان من الألوان، الأصداف الزّهريّة، الطّحالب الخضراء، المرجان الأحمر، الإسفنج الأصفر، ومخلوقات بحريّة لا تُعدّ ولا تُحصى لها ألوان وزخارف بديعة من صُنع الله الذي خَلَقَنَا فأحسن خَلْقَنَا.
ذات يوم جميل تسلّلت فيه أشعّة الشّمس الذّهبيّة عبر مياه المحيط، بدا لي أن أقوم بجولة نحو الشّواطئ.
كنت أسبح وسط مياه البحر المالحة والنّقيّة إلى أن اِقتربت من الشّاطئ؛ فتغيّرت رائحة الماء فجأة وأصبح طعمه مريعا!!
ووجدت أشياء غريبة ترسب في القاع.، تأمّلتها جيّدا، ليست مخلوقات، ولا نباتات بحريّة، وليست من الصّخور!!!
اِقتربت منها فوجدتها صلبة ولا حياة فيها، وكادت اِحداها أن تجرح زُعْنُفَتِي!!
تساءلت عن جدوى تلك الأشياء.. حتّى أنّها ليست جميلة!!
 |
|
|
أكملت رحلتي فسمعت الكثير من الضّجيج..
رفعت رأسي فوق سطح الماء أنظر نحو الشّاطئ؛ فرأيت جموعا غفيرة تسبح وتلهو، وتتحدّث بأصوات عالية..
إِذًا هذا هو الإنسان، سمعت بعض الأخبار عنه..
كان هناك من يمدحه ويتحدّث عنه بانبهار.. يقولون إنّه يشيّد منازله بنفسه فيبني قصورا شامخة على ضفاف البحار والأنهار!!
ويقولون أيضا، إنّه يصنع مراكب يتنقّل بها على البرّ، وعبر البحر، وفي الجوّ!!
 |
|
|
أنا أيضا أنبهر لِأَخْبَارِهِ وأتعجّب لها!!
كُنْتُ أقترب أكثر من الشّاطئ وأردت أن أرى هذا الكائن العجيب عن كثب..
كانوا يأكلون بشراهة، ويرمون بقايا الطّعام على الرّمال دون مبالاة!!
رأيت الذّباب يتجمّع حول تلك القاذورات مصدر الرّائحة الكريهة!!
ورأيت أنّ المياه تتعكّر وتصبح ملوّثة نتيجة عدم اكتراثهم وإلقائهم المهملات في البرّ والبحر!!
حقيقة.. كُلّ ذلك المديح الذي سمعته عن الإنسان تبخّر فجأة، ولم تبق سوى رائحة القاذورات وهي تَزْكُمُ أنفي!!
 |
|
|
عَجَبًا لك أيّها الْإِنْسَانْ.. منحك الله بحرا غاية في الجمال والبهاء، ناهيك عن الطّبيعة الغنّاء، لماذا لا تحافظ على نعم الله عليك وتفسد جمال الكائنات!!
أَلَمْ تَسْمَعْ عَنْ شَيءٍ اسمه سَلَّةُ مُهْمَلَاتْ!!!
———————————————
