مروى والحذاء (1) “قصة للأطفال من المجموعة القصصية نصحتني الأشياء يومًا” تأليف أوكفيل عبد الحكيم

من المجموعات القصصية للأطفال:

قصة: مروى والحذاء (1)

من المجموعة القصصية للأطفال: نصحتني الأشياء يومًا

تأليف: أوكفيل عبد الحكيم

تدقيق: د. علياء الداية

من المجموعات القصصية للأطفال- قصة: مروى والحذاء (1) – تأليف: أوكفيل عبد الحكيم – من المجموعة القصصية للأطفال:  نصحتني الأشياء يومًا – موقع (كيدزوون | Kidzooon)

مروى فتاة ذكيّة ونشيطة، لكنّها عنيدة لا تسمع الكلام، تعتقد دوما أنّها على صواب، وغالبا ما تقع في الخطأ.

تحبّ مروى المشي حافية، دون شبشب أو حذاء، تقول إنّ لبس الحذاء أو الشّبشب يزعجها، إلى أن أتى يوم و…

 

الأب: “هيا يا مروى، لقد أطلتِ في تغيير ملابسك وحان الوقت للذهاب إلى بيت الجدة”.

 

تخرج مروى من غرفتها مسرعة وتقول:

“حاضر يا أبي، انتظرني دقيقة من فضلك”.

 

تتذكّر أنها تكره الأحذية، تعود إلى أبيها وبنظرة يائسة تترجّى وتقول:

“أبي، من فضلك…”.

 

يقاطعها الأب وقد عرف المقصد:

“لا تجادليني أرجوك، عليك أن تلبسي الحذاء الذي اشتريته لك خصيصاً لهذا اليوم، هيّا أسرعي”.

 

تطأطئ مروى رأسها وبحزن تتجه نحو خزانة الأحذية الخاصة بها، كلّها تقريبًا في حالة ممتازة، لم تلبسها سوى في مناسبة أو اثنتيْن، ومنها ما لم تمشِ به أصلاً…

 

من المجموعات القصصية للأطفال- قصة: مروى والحذاء (1) – تأليف: أوكفيل عبد الحكيم – من المجموعة القصصية للأطفال:  نصحتني الأشياء يومًا – موقع (كيدزوون | Kidzooon)

تفتح الخزانة، وتنظر إلى الحذاء المطلوب، يبدو جميلاً، لمّاعاً بلونه القرمزيّ، لكنّها تمتعض، لا تريد ارتداءه، في اللّحظة التي تشيح بوجهها عنه تسمع:

“هكذا إذن؟ تترفّعين عن انتعالي ؟ وأنا الحذاء الذي تمنتني ألف فتاة”.

 

تستدير مروى وتبحث عن مصدر الصّوت، من كان هذا؟

متأكّدة من أنّها سمعت صوتاً…

كان يكلّمها ويقول أنا الحذاء!

 

مرّة أخرى:

“نعم أنا هنا، أنا حذاؤك الذي رفضته”.

من المجموعات القصصية للأطفال- قصة: مروى والحذاء (1) – تأليف: أوكفيل عبد الحكيم – من المجموعة القصصية للأطفال:  نصحتني الأشياء يومًا – موقع (كيدزوون | Kidzooon)

تنظر مروى إليه فتتجمّد في مكانها، تهمّ بالصّراخ وإذا به يقاطعها ويمنعها عن ذلك:

“إيّاك والصّراخ، لا أريد أن يعرف أحد سواك بقدرتي على الكلام، أصلاً لن يصدّقوكِ إن كشفت الأمر…”.

 

لا تزال الدّهشة على مُحيّا مروى، عُقد لسانها ولم تجد ما تقوله…

 

الحذاء وبغضب: “كفانا الآن، أنت تهوّلين الأمر وتعطينه أكثر مما يستحقّ…”.

 

مروى: “أعطيه أكثر مما يستحق ؟ حذاء يكلّم إنساناً في رأيك أمر عاديّ؟”

الحذاء: “بالنسبة إلي عاديّ جدّا”.

 

مروى : “بالنسبة إلينا نحن البشر هذا أمر لا يعقل، مستحيل أن يكون”.

الحذاء: “الوقت يداهمنا ولا داعي لأن نتحدّث في هذا الموضوع الآن”.

 

مروى: “وفيم نتحدّث يا “سيّد “حذاء؟”

الحذاء: “خفضي صوتك حتى لا يسمعك أبوك”.

 

مروى: “اختصر وقل ماذا تريد؟”

الحذاء: “دور الأحذية حماية أقدام البشر حين المشي أو الجري، منذ القديم بحث الإنسان عن شيء يحمي به قدمه، فصنع ما يشبه الشباشب من مواد مختلفة، كالشباشب الخشبية والجلديّة، ثمّ ظهرت الأحذية وتطوّرت وصارت بمختلف

الأشكال والألوان بحسب الأذواق والفصول، لها مصمّمون مشهورون من بلدان شتّى، بل وصارت من أصل الموضة وعلامةً لمواكبة التطّور اليوم، وأنتِ تترفّعين وتتكبّرين عن لبس الأحذية؟”

من المجموعات القصصية للأطفال- قصة: مروى والحذاء (1) – تأليف: أوكفيل عبد الحكيم – من المجموعة القصصية للأطفال:  نصحتني الأشياء يومًا – موقع (كيدزوون | Kidzooon)

مروى بغضب: “تعيقني حين المشي، أشعر وكأن قدميّ ثقيلتان، أفضل المشي حافية”

الحذاء: “كما كان الإنسان في العصر الحجريّ أليس كذلك؟”

تسكت مروى ولا تجد ردّا على ما قاله…

 

يضيف الحذاء:

“عليك أن تتعوّدي على ذلك، فعلاوة على أنه حماية لقدميْك فهو يضفي جمالًا عليها أيضاً، مع لبس الأحذية ستألفينها، ولن تستطيعي بعدها الاستغناء عنها أؤكّد لك”.

 

تفكّر مروى قليلاً ثمّ تبتسم، يأتي أبوها في اللّحظة نفسها ويقول:

“ماذا تفعلين يا مروى، تتركينني أنتظر وأنت واقفة هنا ولم تلبسي حذاءك بعد؟”

 

تستدير مروى نحو أبيها متفاجئة، ثم تقول:

“لكن يا أبي…” وتنظر في الحذاء وإذا به في حالته الساكنة، أدركت أن حذاءها لن يضيف كلمة بعد حضور الأب…

مروى: “آسفة يا أبي، دقيقة فقط وأكون جاهزة”.

 

أخذت الحذاء والشغف به ظاهر على وجهها، تعجّب الأب من التّغيّر الحاصل على ابنته فسألها:

“ألم تكوني كارهة للبس الحذاء منذ قليل ؟”.

 

بضحكة أجابته:

“يا أبي ذلك ما يحصل… حينما يكلّمنا الحذاء”.

من المجموعات القصصية للأطفال- قصة: مروى والحذاء (1) – تأليف: أوكفيل عبد الحكيم – من المجموعة القصصية للأطفال:  نصحتني الأشياء يومًا – موقع (كيدزوون | Kidzooon)