قصص المتدربات: ورشة “حكواتي” للمدربة أديبة الأطفال د. خديجة حيدورة
من الفعاليّات الأدبية:
ورشة “حكواتي”
للمدربة أديبة الأطفال: د. خديجة حيدورة
ضمن سلسلة الورش التدريبية التي تقدمها الدكتورة خديجة حيدورة، وتحت عنوان ”حكواتي”، تمّ إنتاج عدد من القصص المميزة بعد ست ساعات تجريبية عبر تطبيق غوغل مِيْت الافتراضي خلال شهر حزيران من العام 2023م.
ومن هذه القصص المميزة:
1- قصة: أريد بابا وماما
بقلم: رشا بزي
كان يا مكان في حقل تغمره الألوان، طفلٌ اسمه هادي يتنزّه مع بابا وماما بفرحٍ واطمئنان.
كانت الشمس مشرقة والجوّ لطيفٌ وللشجر حفيفٌ يؤنس الآذان.
كان بابا وماما يجرّان هادي. تارةً ماما تقبلّه وتمسح على وجهه بلطفٍ، وتارةً أخرى بابا يحمله على ظهره ويركض به بعيداً وتعلو الضحكات.
فجأةً، رأى هادي فراشة جميلةً، أخذت تحوم حول رأسه، ثمّ ابتعدت، فأخذ يلاحقها حتى وصل إلى مكان غريب عجيب، كلّ ما فيه لونه أخضر، الشجر وجذوعه، والورد والأرض والسماء وكلّ شيءٍ أخضر.
ظلّ هادي يمشي بحذر ودهشة حتى وصل إلى بيت ملوّن، دخله ووجد فيه الكثير من الألعاب، وحلوى شهيّة مما لذّ وطاب، فأخذ يلعب ويتسلّى.
بعد ذلك، شعر هادي بالملل والوحدة فنادى: بابا..ماما أين أنتما؟
جاءته الفراشة التي لحقها وسألته: ما بالك يا عزيزي؟
قال لها هادي: أريد بابا وماما، فأنا أشعر بالملل والخوف هنا.
ردّت الفراشة: حسنًا، أنظر إلى جهة الباب لترى من سيدخل.
نظر هادي حيث أشارت الفراشة، وإذ بماما تدخل، ثمّ تدخل وراءها ماما ثانية لها نفس الشكل ولكنّها بلباس بابا.
تعجّب هادي كثيراً مما رأى، وضحك كثيرًا وقال: ماذا؟ ماما وماما؟
اقتربت منه ماما وماما وحضنتاه وأخذتا تلعبان معه وتخبرانه بأجمل القصص.
بدا على هادي الانزعاج وعدم الارتياح وقال لماما التي كانت ترتدي ثياب بابا: أنت لست جميلة هكذا. ثمّ توجّه بكلامه إلى ماما وماما معًا قائلًا: صحيح أنّ ماما حنونٌ جدًا وتهتمّ بي وتحبني، ولكنّني أريد بابا القويّ الذي يحميني أيضًا. هذا البيت موحش وليس جميلًا من دون بابا.
عندما رأته الفراشة حزينًا هكذا، قالت له: تعال أساعدك.
فمشى وراءها وخرجا من المنزل، ليرى أنّ الألوان قد عادت. ولكن مهلًا، لقد عاد ورأى أمرًا غريبًا عجيبًا.
رأى نحلةً لها رجلين، وكذلك العصفور لم يعد يطير وها هو على الأرض يسير.
نظر إلى السماء فرأى كلبًا له جناحين يطير، وكذلك القطّة.
لم يدرِ هادي أيضحك أم يبكي وظلّ يسير.
وصل مع الفراشة إلى غرفة فيها ضجيج. دخلا الغرفة فوجدا رجلين متشابهين على هيئة بابا، وواحدٌ منهما يرتدي ثياب ماما. كانا يتعاونان على إصلاح دراجته التي تعطّلت، وصناعة طائرةٍ خشبيّة جميلة له. في البداية بدا على هادي الفرح لمّا رأى ما يُصنع له، ولكنّه ما لبث أن شعر أنّ هناك أمراً غير صحيح وغير مريح.
صاح هادي: ماذا؟ بابا وبابا؟ لا، لا أريد. أنت لست جميلًا يا بابا بثياب ماما. أنا أريد بابا القويّ الذي يحميني وماما الحنون.
أخذ هادي يصرخ ويبكي: أريد بابا وماما!!
فجأة صحا هادي من نومه وانتبه إلى أنّ كل ما حصل معه كان مجرّد حلم. نظر حوله وابتسم فكلّ شيء كان طبيعيًّا.
وقعت عينه على صورته مع عائلته وقال: الحمد لله الذي أعطاني بابا وماما.
—————————-
2- قصة: رياح صديقة
بقلم: فرح كجك
استيقظ المصباح الكهربائي صباح هذا اليوم، حاول أن يضيء المنزل ولكنّه لم ينجح.
نادى عنفة الرياح: صباح الخير أيتها العنفة الجميلة. ألم تبدئي عملك اليوم؟ حاولت أن أنير المنزل ولكن لم أستطع.
أجابته العنفة بصوت ضعيف: أنا متعبة اليوم، ولا أقوى على الدوران.
سمعتها الشمس فسألتها: ما الذي أتعبك أيتها العنفة؟ هل يمكنني المساعدة؟
أجابتها العنفة: شكراً أيتها الشمس على سؤالك، ولكنني أنتظر الرياح كي تساعدني على الدوران.
ضحكت الشمس وهمست في أذنها: ألا تعلمين أنني أنا من سيجلب لك الرياح!
قالت لها العنفة مستغربة: حقاً! وكيف ذلك؟
أجابتها: انظري إليّ ماذا سأفعل.
راحت الشمس تداعب بأشعتها وجوه ذرّات الهواء المستلقية على سطح الأرض. قالت الذرات وهي تفرك عيونها: صباح الخير يا أمنا الشمس!!
وبدورها ألقت الشمس التحية: صباح الخير يا أبنائي حان وقت العمل!
بدأت ذرات الهواء تقوم بحركات دائرية بهلوانية، وراحت ذرّات الهواء الساخن تصعد على أكتاف الذرّات الباردة، حتى شكّلن برجاً طويلاً، وصرن يصرخن بصوت عالٍ: أيتها الرياح أقبلي.
وبعد دقائق جاءت الرياح على ظهر غيمة رمادية وهي تتثاءب: من أيقظني من نومي؟ ما الخطب؟
قالت لها الشمس: عنفة الرياح متعبة اليوم ولا تستطيع الدوران. هلّا ساعدتِها!
راحت الرياح تنفخ قليلاً، ومن ثم أقوى فأقوى فأقوى،حتى بدأت شفرات العنفة بالدوران بسرعة. فرحت العنفة كثيرا ونادت المصباح قائلة: خذ يا أيها المصباح ما تريد من الكهرباء، لقد بدأت العمل بفضل صديقتي الرياح. شكرا أيتها الرياح الجميلة. لولا مساعدتك لما استطعت الدوران. أنت حقاً صديقتي!
—————————-
3- قصة: البالون الرابح
بقلم: سوزي كجك
وقفت ناديا على شرفة منزلها متأملةً قريتها الجميلة الهادئة. هذه القرية المتميزة عن باقي القرى بألوان بيوتها وأشكالها الغريبة التي اختارها سكان القرية بعناية لتستحق اسم “قرية البالونات”.
كانت ناديا تتأمل البالونات المتطايرة في الشوارع وعلى أسطح البيوت وتفكر:”هل سأكون الفائزة في المباريات لهذا العام”، نعم لطالما حلمت بأن تفوز بالمباريات التي تنظّمها القرية لاختيار الشخص الأسرع في نفخ البالون.
وتحقق الحلم وها هي الآن تشارك في هذه المباريات.
في صباح يوم المباريات، ارتدت ناديا ثيابها الجميلة واستعدّت للمباراة بكل ثقة، فهي لن تستخدم الوسائل المعتادة لنفخ البالونات، ستفاجىء الجميع.
بما ستستبدل ناديا آلة النفخ؟ هل ستنجح ناديا بنفخ البالون سريعاً وتفوز؟
وصلت ناديا إلى الملعب حيث تُقام المباراة، وأخذت المكان المحدّد لها، نظرت الى المتبارين وكل واحد يُمسك بآلة النفخ والبالون، فابتسمت لهم وتمنّت لهم التوفيق.
وبدأت المباراة وصاح الحكم: واحد، اثنان، ثلاثة، انطلقوا.
كانت ناديا قد ربطت البالون بقنينة تحتوي على سائل وما إن نادى الحكم انطلقوا حتى رفعت البالون المحكم الإغلاق وبدأ البالون بالانتفاخ تحت دهشة الجميع.
صفّق الجميع لناديا وأعلنوا أنها الفائزة. وطلبت منها اللجنة أن تتحدث عن تجربتها.
وقفت ناديا أمام الجميع وتحدثت بثقة وبدأت بالشرح:
لقد وضعتُ بيكربونات الصوديوم في البالون والخلّ في القنينة وما إن امتزج الخليطان حتى نتج عنهما ثاني أكسيد الكربون، الغاز الذي نفخ البالون.
صفّق الجميع لناديا معربين عن إعجابهم الشديد بها وقدّمت لها البلدية الجائزة.
—————————-
4- قصة: حقيقة أم خيال
بقلم الأستاذة: أمل علي عمار
هي فتاة صغيرة، لديها الكثير من الأحلام. هذه الفتاة اسمها خيال.
خيال تحب الفراشات كثيراً، فتجدها دائماً في الحقول تراقب الفراشات. وفي يومٍ ما، وقفت فراشة جميلة، أجنحتها ملونة على يد خيال. فقالت خيال للفراشة: “ما أجملك ايتها الفراشة! وما أجمل أجنحتك! كم أتمنى أن أكون مثلك لدي أجنحة لأطير في الفضاء الواسع عند كل شروق وغروب للشمس”.
تعجبت الفراشة: “في الفضاء الواسع! وعند شروق وغروب الشمس!”
سألتها خيال:” لم الدهشة أيتها الفراشة الجميلة؟ إن هذا حلم يرافقني دائماً. أتمنى أن يتحقق حلمي ألاّ يبقى خيالاً.” لقد طلبتُ من الله أن يجعل حلمي حقيقة وأنا متأكدة أن الله يسمعني وسيستجيب، إن الله لا يرد الدعاء.
أجابتها الفراشة:” معك حق، إن الله قادر على تحقيق الأمنيات وجعل الخيال حقيقة، فقط علينا أن ندعوه.”
وطارت الفراشة بعيداً، فالخيال قد يصبح حقيقة بالدعاء.
—————————-
للتعرف على السيرة الذاتية لأديبة الأطفال “خديجة حيدورة”:
- كاتبة قصصيّة وأديبة أطفال من لبنان.
- حائزة على الماجستير في الأدب العربيّ بدرجة جيّد جدًّا، من الجامعة اللّبنانيّة (تخصّص “أدب أطفال”)، وتتابع دراسة الدّكتوراه حاليًّا في جامعة بيروت العربيّة.
- لديها أكثر من ستّين قصّة وثلاثين قصيدة للأطفال تنوّعت بين التعليميّة والتّربويّة والدّينيّة الإسلاميّة، وقصصها منتشرة في كلّ العالم، وهي تعمل مع شركة دار الشمال في لبنان.
- تكتب المناهج التّعليميّة في اللّغة العربيّة ورياض الأطفال، مدرّبة معلّمين، عضو في لجنة إدارة التّعليم الإلكترونيّ من بعد في لبنان، ومسؤولة عن مجموعة رياض الأطفال لمتابعة عمليّة التّعليم من بعد في لبنان.
- هي مديرة لمجموعة جماعة أدب الطّفل في العالم العربيّ.
- تكتب حلقات قصصيّة متلفزة على قناة طه للأطفال.
- تعمل مدرّبة للمعلّمين في مجالي التعليم والتربية وطرائق التدريس بالتعاون مع تجمّع المعلّمين في لبنان، وحاليًّا مدرّبة كتّاب صاعدين وأدب أطفال مع الأكاديميّة الدّوليّة لتنمية القدرات IABC.
- عملت في حقل التعليم والتربية والإعلام المدرسيّ 22 عامًا.
- أسّست شركة ألوان للإنتاج الفنّيّ والأدبيّ عام 2020 م.
- تمتلك مهارة في التّدقيق اللّغويّ، فضلًا عن إعادة صياغة وتنقيح الأبحاث الجامعيّة.
للتواصل مع أديبة الأطفال “خديجة حيدورة”:
الإيميل: khadijahaydoura@gmail.co
———————————————
شهادت المتدربات:
———————————————
تم النشر بطلب من المدربة والمتدربين في دورة العلاج بالقصة والحكاية.