سلحوفة الخجولة “قصة للأطفال” بقلم الكاتبة سعيدة الزّارعي
من قصص الأطفال:
قصة: سلحوفة الخجولة
تأليف: سعيدة الزّارعي – تونس
 |
من قصص الأطفال – قصة: سلحوفة الخجولة – تأليف: سعيدة الزّارعي- تونس – موقع (كيدزوون | Kidzooon) |
في غابة كثيفة الأشجار، تجري بها الأنهار، وتغرّد الأطيار، أرضها مكسوّة بالعشب، ومُزيّنة بالزّهر، وترفرف الفراشات فوقها مسرورة، كانت تعيش سُلحفاة تدعوها حيوانات الغابة بسلحوفة الخجولة.
عَلِمَتْ سلحوفة منذ نُعومة أظفارها أنّها مختلفة عن بقيّة الحيوانات، فلا هي سريعة كالأرنب، ولا تَقْدِرُ على القفز مثل الغزال، ولا هي تُجيد السّباحة مثل البطّة، ولا تستطيع تسلّق الأشجار مثل القِرَدَةِ.
فَرَضِيَتْ بِقَدَرِهَا، وَتَجَنَّبَتِ الجميع، وعاشت وحيدة تتأمّل جمال الطّبيعة من حولها، وتُراقب تفتُّح الزّهور، ولمعان قطرات النّدى على بتلاتها عندما تنعكس على سطحها المُستدير أشعّةُ الشّمسِ الذّهبيّةِ في الصّباح الباكر.
جلست سلحوفة على العشب، وأخذت تجمع سيقان النّباتات الغضّة، وتضفرها على شكل سلال بديعة الصّنع.
نعم لقد أصبحت سلحوفة ماهرة في صنع السّلال، لأنّها كانت تقضي ساعات طويلة وهي تتدرّب على صناعتها حتّى أصبحت ماهرة جدّا. فالعمل المتقن يحتاج إلى الصّبر والإخلاص وسلحوفة خير من يمتلك هذه الخصال.
 |
من قصص الأطفال – قصة: سلحوفة الخجولة – تأليف: سعيدة الزّارعي- تونس – موقع (كيدزوون | Kidzooon) |
وفي يوم من الأيّام أفاقت سلحوفة باكرا كعادتها، وذهبت لمكانها المعتاد أين تصنع سلالها، بعيدا عن أنظار بقيّة الحيوانات.
وصنعت عددا من السّلّات خضراء اللّون وزيّنتها بباقات من الأزهار الملوّنة ثمّ جلست تتأمّل بإعجاب سلالها. وتعدّل هذه السّلّة أو تلك، فصادف أن مرّ أرنب من ذلك الطّريق ورأى سلحوفة وسلالها.
أمّا سلحوفة فقد أدخلت نفسها بسرعة داخل قوقعتها وظلّت تراقب الأرنب وهو يقترب من السّلّات وكان يقول مندهشا: “ما أحلى هذه السّلال!! كم أنت ماهرة يا سلحوفة!! لماذا تخفين موهبتك عن الجميع؟”
أجابت سلحوفة من داخل قوقعتها : “لم أكن أعتقد أنّ هناك من يهتمّ لهذه السّلال”.
 |
من قصص الأطفال – قصة: سلحوفة الخجولة – تأليف: سعيدة الزّارعي- تونس – موقع (كيدزوون | Kidzooon) |
أجاب الأرنب : ” بلى يا سلحوفة إنّها مفيدة لحمل الثّمار وسيفرح الجميع بالحصول على واحدة منها”.
فرحت سلحوفة لأنّها شعرت أنّها تقوم بعمل مفيد ويمكن أن تشارك به الآخرين.
وفي اليوم التّالي كانت السّلّات الجميلة معروضة لكلّ حيوانات الغابة والكلّ يبدي إعجابه بمهارة سلحوفة.
وأصبح الحصول على الثّمار وحَمل الأغراض أسهل مع توفّر هذه السّلال التي أجادت سلحوفة صنعها بصبرها وجهدها وتفانيها في العمل دون كلل ولا ملل.
ومنذ ذلك اليوم أصبحت سلحوفة تشارك الجميع فرحهم وحزنهم عندما يقتنون منها السّلال ويحدّثونها عن مشكلاتهم فتحاول إيجاد الحلول لهم لأنّها حكيمة وتحبّ الخير لجميع سكّان الغابة.
 |
من قصص الأطفال – قصة: سلحوفة الخجولة – تأليف: سعيدة الزّارعي- تونس – موقع (كيدزوون | Kidzooon) |
———————————————
