والرزق بالنية الطيبة أحيانًا “قصة للأطفال” بقلم الكاتبة إيمان عوض
من قصص الأطفال:
قصة: والرزق بالنية الطيبة أحيانًا
للكاتبة: إيمان عوض جلال
تدقيق: علياء بركة
ذات صباح استيقظ الصيّاد على صوت ابنيه الجائعين ينظران إليه بألم ويقولان: “أبي نحن جائعان جدًّا، اذهب لتصطاد لنا شيئًا نأكله”.
وعلى صوت زوجته توقظه من النوم وتقول بيأس: “لقد انتهى ما في المطبخ من طعام، يجب أن تخرج اليوم لتصطاد”.
نظر الصياد إلى أولاده بعين الشفقة، وقال: “بإذن الله سأحضر معي اليوم الرزق الوافر”.
وأردف الأب وقد طرد النوم من عينيه: “دعوني أصلي الفجر أولًا، سأدعو الله أن يرزقنا بالرزق الوافر”.
لملم الصياد أدواته وذهب إلى البحر سعيدًا، لكنه ما فتئ يتذكر المرات العديدة التي قضاها بالصيد ولم يوفّق، وحين مروره ببيوت جيرانه سمع حديثهم عن غير قصد، وفهم أن أطفال جيرانه جائعون أيضًا، وتذكّر أولاده وبكائهم، فهمّ مسرعًا نحو عمله بنشاط وهو يردد: “يا رب، رزق وفير”.
ألقى الصياد شباكه في البحر، انتظر لساعات وساعات، اقترب المغيب، ولكن لم تمسك الشباك بشيء، سمع صوت زوجته وأطفاله يتردد في أذنيه: “الطعام نفد، نحن جائعون”.
نظر الصيّاد إلى الشبكة، ما زالت فارغة، تذكّر أطفال جيرانه الجياع، تألم ونذر نذرًا لله تعالى، أنه إذا جاءه الرزق الواسع سيطعِم كل الأطفال الجياع بالحي.
فجأة أحس الصياد بثقل بالشبكة، كانت مليئة بأسماك ضخمة وكبيرة، فرح الصياد جدًّا وقال: “أخيرًا جاء الرزق الواسع بعد انقطاعه، يا لها من لحظة سعادة! الآن سأطعم كل الأطفال الجائعين في حيّنا اليوم، يبدو أن عمل الخير يزيد الرزق”.
أطعم الصياد كل جيرانه في الحي، وكانت هذه بداية جيدة، للمشاركة، والتعاون والإيثار.
———————————————