من قصص الأطفال:
قصة: نافذة ليلى على العالم
للكاتب: خالد جهاد
تدقيق لغوي: د. علياء الداية
استيقظت (ليلى) كعادتها باكراً.
فهي تحب أن ترى شروق الشمس والطيور المحلقة في السماء بحثاً عن طعامها، تلوّح بيديها للمارة، ترى القطط وتناديها.. صباح الخير أيتها القطة الجميلة.
تذكرت أنها ستبدأ بالذهاب إلى المدرسة في الأسبوع القادم، وشعرت ببعض القلق.
مرت والدتها ورأتها تفكر بجوار النافذة التي اعتادت الجلوس بحذر إلى جوارها.
سألتها والدتها: صباح الخير يا ليلى، فيمَ تفكرين يا صغيرتي؟
فأجابتها ليلى: صباح الخير يا أمي، لا أدري لكنني خائفةٌ من الذهاب إلى المدرسة.
فسألتها والدتها باستغراب: لماذا؟ ألم تكوني سعيدةً بذلك من قبل؟
فأجابت ليلى بتردد: بلى، ولكنني سأذهب إلى مكانٍ جديد ولا أعرف فيه أحداً.
اقتربت منها والدتها ونظرت في عينيها وقالت: حسناً يا صغيرتي. المدرسة مكانٌ جديدٌ حقاً، لكنكِ هناك ستتعلمين أشياء كثيرة ومختلفة، وستجدين العديد من الأصدقاء الذين ستلعبين معهم وتتعلمين برفقتهم الكثير.
فسألت ليلى: ولماذا لا أتعلم كل شيء في المنزل؟
فأجابتها والدتها: لأننا لا نعرف كل شيء، فكل شخص يعرف شيئاً ولديه ما يميزه، وعلينا أن نتعلم من الجميع، وهذا ما يجعل الحياة أجمل وما يزيد ذكاءنا ومعرفتنا، فالغابة مثلاً جميلة لأن فيها حيواناتٍ كثيرة وألواناً متنوعة.
تماماً كما تحبين السلطة التي أعدها، وكعكة الخالة (نادية)، وتحبين الكنزة التي تحوكها لكِ جدتكِ، وتعجبكِ اللوحات التي يرسمها عمكِ (جميل).
هذا العالم كبير جداً، أكبر من الذي ترينه من النافذة ولذلك نتعلم معاً، وأنتِ فتاةٌ ذكية وتعرفين الكثير من الأرقام والحروف وأسماء الحيوانات، ولذلك ستتعلمين بسهولة، وستكونين متفوقة وسيقدركِ المعلمون وسيحبكِ الأصدقاء، وسأكون فخورةً بكِ وبنجاحكِ، وطبعاً ستساعدينني في تدريس أخيكِ (سامر) عندما يصبح في سنكِ، أليس كذلك؟
ابتسمت (ليلى) وقالت: طبعاً يا أمي.
قبلتها والدتها وقالت: هيا يا صغيرتي، سنطعم العصافير معاً قبل أن نتناول الإفطار، وسنفكر معاً في الأشياء الجميلة التي سترينها في المدرسة.
———————————————