من قصص الأطفال:
قصة: الحمار الحزين والنملة الحكيمة
تأليف: (القول عبد العزيز – abdelaziz elqoul)
تدقيق لغوي: د. علياء الداية


جلس الحمار في الحظيرة منكس الرأس يبكي و يصرخ على غير عادته و يقول:
سئمت من العمل الشاق كل يوم، الكل بحاجة إلي وفي الوقت نفسه الجميع يحتقرونني، أقوم بأعمال كثيرة و رغم ذلك لا ألقى إلا اللوم و المعاملة السيئة.
قال له الخروف: ما نوع العمل الذي تقوم به أيها الحمار؟
– الكثير…. أحرث الأرض، أجلب الماء من البئر، أحمل الحطب، أحمل البضائع لمسافات طويلة. انظر إلى ظهري كيف أصبح متورماً.
الخروف: يبدو أنك تعاني، لكن هل من حل لمشكلتك؟
الحمار: لا أدري؛ لكنني تعبت من العمل المتواصل من دون مساعدة، أصدقائي الحيوانات في راحة تامة، النعاج، و الخرفان و البقرة لا يقومون بأي عمل. أكره نفسي، و أكره كوني حماراً.
ظل الحمار يبكي و ينوح: أنا حزين، أنا أريد أن أموت…
في تلك اللحظة، سمع صوتاً خافتاً يناديه، التفت حوله، فإذا به يرى أمامه نملة تكلمه: لم البكاء أيها الحمار؟
أجاب و هو يتمتم من شدة حزنه و بكائه:
سئمت من تعب هذه الحياة، سيدي يعاملني معاملة سيئة رغم عملي المتواصل.
قالت النملة: أستطيع مساعدتك.
قال الحمار: من؟ أنت! كم أنت صغيرة جداً، ثم ضحك، هههههه.
قاطعته النملة، لم الضحك أيها الحمار؟
قال: أنت صغيرة و ضعيفة و أنا ضخم. كيف يستطيع من بحجمك مساعدة من بحجمي و قوتي!!!
قالت النملة: أرأيت! أنت أيضاً تحتقرني فلا تنظر إلى حجمي، بل انظر إلى عقلي و تفكيري.
ثم أضافت: أريد أن أسألك سؤالاً و أن تجيبني بصراحة.
قال الحمار: تفضلي بالسؤال.
قالت النملة: هل تقوم بعملك بإتقان؟
أجاب الحمار: أنا أقوم بعملي و لست بحاجة إلى أن أتقنه.
قالت النملة: الآن فهمت الأمر، لهذا السبب سيدك يوبّخك باستمرار. إن أردت المعاملة الحسنة فيجب عليك أولاً أن تتقن عملك و أن تحبه، فمثلاً: نحن معشر النمل نقوم بعملنا بكل حب و إتقان و نساعد غيرنا من دون مقابل.
قالت النملة: يجب ان تكون فخوراً بنفسك، لأنك تقوم بأعمال لا يستطيع غيرك القيام بها.
غادر الحمار المكان و هو يفكر بكلام النملة و يتذكّر كيف أنه لا يتقن عمله فيوبخه سيده و يضطر لإعادة العمل نفسه مراراً مما يشعره بالتعب. بعد أيام التقى الحمار بالنملة وشكرها على نصيحتها الحكيمة، فهو لم يعد يحس بالذل و الحزن، بعد أن حسّن من عمله و أصبح يؤديه بكل تفانٍ و إتقان، فأصبح سيده يعامله معاملة حسنة.
———————————————