آدم وجده أبو صالح “قصة للأطفال” بقلم د. هند مصطفى
من قصص الأطفال:
قصة: آدم وجده أبو صالح
تأليف: د. هند مصطفى – سوريا
تدقيق لغوي: د. علياء الداية
يعيش آدم في قرية صغيرة جميلة.
ينام مع عائلته صيفاً على سطح المنزل. مستمتعاً بمنظر النجوم في السماء، ونسيمات الليل العليلة.
يستيقظ باكراً، قبل شروق الشمس. ناظرًا إلى بيت جده، الذي يفصله عن بيتهم، حاكورة غنية بالمزروعات.
يعيش جده وحيداً في البيت، بعد رحيل جدته منذ عدة سنوات.
ومن عادة جده، إشعال المصباح الخارجي ليلاً، لينير الدرب لعابر سبيل، وإطفاؤه لدى استيقاظه صباحًا.
وحالما يرى آدم ذلك، يعرف بأن جده استيقظ. فيسرع إلى قن الدجاج، يحمل البيض إلى جده، ليتناولا الإفطار سويّة، كما أنه يساعده بأعمال الحقل.
آدم: صباحك سعيد يا جدي، أريد البيض مقلياَ.
الجد: إذاً أحضر لنا بعض الخضار.
يذهب آدم إلى الحاكورة، بقدميه العاريتين. فيمشي ببطء على التراب، كيلا يدوس ديدان الأرض المفيدة للتربة. يمر بلطف تحت شجرة البرتقال، فالنحل المعشعش فيها لا يحب رعونة الأولاد، يحسبه عدواً فيلسعه.
يقطف حبات البندورة الناضجة، ويترك الخضراء، لتكون طعامهم في الأيام القادمة. يمد يده الصغيرة بلطف بالغ، لقطف حبات الخيار، فساقها الطويلة تتأذى بالحركات العنيفة.
يغسلها ويأخذها إلى جده ويتناولان الإفطار على العشب الندي.
يأخذ معوله الصغير ويقتلع الأعشاب الضارة.
بعد قليل شعر آدم بالتعب، واستراح تحت شجرة البرتقال.
تغلغل شعاع الشمس بين الأوراق، وانسكب على وجهه الصغير.
فتح عينيه، ومد يده ليلامسه.
تنفس بعمق… واشتمّ رائحة البرتقال المنعشة. قال: ياااه… انظر ياجدي!
كان الجد يستريح بجانبه، هز رأسه مبتسماً.
وفي صباح أحد الأيام، استيقظ آدم باكراً، ناظراً إلى بيت جده. ولكن! ما زال المصباح الخارجي منيراً!
لماذا تأخر جده بالاستيقاظ؟
بدأ قلبه يخفق، ومعدته تنقبض. أحس بشعور غريب هذه المرة.
ذهب إلى والده وقال: أبي استيقظ إن جدي ليس بخير، لم يطفئ المصباح بعد.
قال الأب: ما زال الوقت مبكراً يا صغيري، لعله نسي إطفاءه.
قال آدم: لا يا أبي، فجدي يستيقظ قبل شروق الشمس.
ركض آدم وخلفه والده.
وجدا الجد في الفراش يتلوى من الألم.
نقله الأب إلى الطبيب مسرعاً.
وبقي آدم متسمراً أمام الباب لحين عودتهم. يدعو الله أن يتلطف بجده.
ولدى عودتهما قال الجد: من أخبركم بمرضي فأنا لم أستطع التحرك من الفراش.
قال الأب: إن آدم شعر بك.
اقترب آدم من جده وضمه بذراعيه. هدأ خوفه، واطمأن قلبه.
بدوره احتضنه الجد وقبله على جبينه.
———————————————