“شيئاً فشيئاً، غربت الشمس، وبدت النجوم وهي تضيء السماء كالمصابيح الجميلة. كان النهر ومعه الحرباء قد وصلا إلى أحد الأودية، بينما الجبل الكبير ما يزال مستيقظاً وهو يراقبهما. رأى القمر انعكاس صورته على الماء، فخاطب النهر قائلاً:” مرحباً ، أيها النهر الجميل. إلى أين تمضي بهذه السرعة في منتصف الليل ؟ لماذا تسير أصلاً ؟ لا شكّ أنك مثل باقي الأنهار، تريد الوصول بسرعة إلى البحر “. تنهّد النهر ثم أجاب: “أعتقد بأنك أنت أيضاً تحب البحر كثيراً. بإمكانك أن تشاهده من ارتفاعك الشاهق كلّما أردت. أما أنا … فلست ذاهباً إلى البحر. المكان الذي أنا ذاهب إليه ليس فيه ماء ولا نباتات ، لا ورود ولا أشجار . إنه جاف محرق كالشمس تماماً “. تعجب القمر قائلاً :” لم لا تبقى هنا؟ فهذا الوادي مليء بالسهول الفسيحة وبساتين الفاكهة . ستكون كلها سعيدة بفضل مائك الزلال البارد، ماذا تريد أفضل من هذا؟ “”