من بعثر أشيائي؟ “قصة للأطفال” بقلم الكاتبة هند كطار

تعيش ألمى مع عائلتها الصغيرة في بيت كبير وجميل. لدى ألمى أخ يكبرها بأربع سنوات، اسمه لؤي، تحبه كثيرا وهو أيضا يحبها لأنها أخته الوحيدة والمدللة.

اعتادت ألمى قبل النوم أن تجلس أمام مكتبها الصغير، تأخذ قلما وتكتب في مذكرتها الوردية الأحداث الجميلة التي مرت بها كل يوم مع أصدقائها في المدرسة، وأحيانا كانت ترسم أخاها لؤي، ترسم أشجارا، دمية شقراء، دراجة وأشياء كثيرة…

في يوم من الأيام، عادت ألمى من المدرسة متعبة، دخلت غرفتها، فوجدت أشياءها مبعثرة: أقلامها وأوراقها ملقاة على الأرض، ومذكرتها مفتوحة….

يا ترى من بعثر غرفة ألمى؟

خرجت ألمى من غرفتها حزينة، تنادي أمها:

– ماما!…ماما!… من عبث بأشيائي؟

وقفت ألمى للحظة تنظر باستغراب. ابتسمت فجأة وعيناها مليئتان بالدموع.

يا ترى ماذا رأت ألمى ؟

يا للروعة! ألمى تقف أمام طاولة كبيرة مليئة بالحلويات اللذيذة والعصائر الشهية. فجأة ظهرت أمها مبتسمة وهي تمسك بيدها دمية شقراء كبيرة، أما الأب فقد كانت أمامه دراجة حمراء جميلة، وقد أحضر لؤي لألمى كرة الثلج الزجاجية في داخلها صورة لبرج إيفل الذي تتمنى زيارته دائما.

ليس هذا فحسب!

خرجت جدة ألمى من المطبخ تحمل كعكا كبيرا، مزينا بالشكولاتة البيضاء اللذيذة. ثم صاح الجميع بصوت واحد:

– عيد ميلاد سعيد يا عزيزتي ألمى!

كانت فرحة ألمى كبيرة لأن جميع الأشياء التي رسمتها على مذكرتها أصبحت حقيقية وتستطيع لمسها. قالت ألمى لعائلتها وهي تبتسم:

– شكرا لكم كثيرا على هذه المفاجأة الرائعة و….

أجاب الأب ألمى ضاحكا:

– نعرف أنك ما زلت تتساءلين عن الشخص الذي بعثر أشياءك؟ هممم أليس كذلك؟

 قالت ألمى:

– نعم يا بابا! أود أن أعرف…

– إنه أنت يا ألمى؟ نعم أنت يا ابنتي! لقد تركت النافذة مفتوحة، وبسبب رياح هذا الصباح بعثرت غرفتك. عندها سمع أخوك لؤي أصواتا في الغرفة فدخل مسرعا ليعرف السبب. فحاول ترتيب القليل من الأشياء. عندها رأى رسوماتك وخطرت بباله فكرة الهدايا. نعم إنه ابني الذكي!

أضافت ألمى:

– هكذا إذا! في المرة القادمة سأرسم سيارة كبيرة حمراء لأحظى بها في عيد ميلادي القادم.

ضحك الجميع وهم يتناولون الحلوى والعصير اللذيذ.