من مقالات تربية الطفل:
كيف تجعل والديك يستمعان إليك ويحترمان رأيك؟
رأيُكَ يُحتَسَب
بقلم: نسرين سالم
تم نشر المقال ضمن: العدد الرابع من مجلة غيمة الفصلية للأطفال واليافعين


هل يوقفك والداك عن الكلام كلما هممت بالتعبير عن رأيك؟ هل يشتكيان من عدم استماعك لهما بينما الحقيقة هي أنهما من لا يستمع؟ هل يوضع رأيك على الهامش ولا يؤخذ به في أحيان كثيرة؟
اعلم أن هذا وضع الكثيرين ممن هم في عمرك.
نقدّم لك في هذا المقال خطوات تساعدك على الحصول على انتباه والديك الكامل، كي يستمعا إليك ويحترما رأيك:
1. استمع إليهما:
حتى تتمكن من حثّ والديك على الاستماع إليك فعليك أن تستمع إليهما أولاً؛ لا تسمع كلامهما لأنك مضطر لذلك فحسب، لا تفعل هذا أبداً. بل أظهر اهتمامك الحقيقي بكلامهما، أظهر الاهتمام حتى ولو كنت تحفظ هذا الكلام عن ظهر قلب.
استمع وافهم الهدف من وراء الكلام. فَهْمُ وجهة نظرهما سيساعدك جداً في التفاوض معهما للوصول إلى حل يرضي الجميع. أما عندما لا تفهم وجهة نظرهما، ولا يفهمان وجهة نظرك فسيكون الوصول إلى حل يرضي الجميع أمرا مستحيلاً!
2. احترم رأيهما:
الأهم من الاستماع للوالدين، هو احترام رأيهما. لعلك تجد أفكارهما قديمة ولا تتناسب مع هذا العصر. جميعنا يعلم بأن عصرهما مختلف تماماً عن هذا العصر. للأسف صارت الفجوة كبيرة بين فكر الآباء وفكر الأبناء.
على كل حال؛ اُبذل قصارى جهدك في فهم وجهة نظر والديك. وفكّر جيدا قبل أن تتخذ قراراً مخالفاً. ربما لديهما وجهة نظر صائبة كنت ترفض سماعها.
بالتأكيد لديك الكثير من الآراء القيّمة ولكن جلّ من لا يخطئ، مجرد احتمالية أن يكون الإنسان على خطأ تجعله يفكّر دائما في الأمور ويحرص دائماً على أن يكون على صواب.
هناك دعاء جميل جداً يساعدك في هذه المرحلة: “اللهم أرني الحق حقاً وارزقني اتّباعه، وأرني الباطل باطلاً وارزقني اجتنابه”.
3. أكّد لهما حرصك على تنفيذ نصائحهما:
أكّد لوالديك أنك تحترم وتقدّر جميع نصائحهما، وأنك ستكون عند حسن ظنهما، وأنك أهل للثقة وكن فعلاً أهلاً للثقة. وبهذا يصيران أكثر اطمئناناً وهدوءاً، وأكثر استعداداً للاستماع لرأيك الذي قد يكون مخالفاً لآرائهما.
4. أخبرهما برأيك بأدب واحترام:
الآن، وبعد كل تلك الخطوات صار الجوّ مهيئاً لأن تتكلم وتعبّر عن آرائك وأن تكون مسموعاً. اختر كلماتك بعناية وتذكّر أنك تخاطب والديك وليس صديقك في المدرسة، تكلّم معهما بنبرة صوتٍ تدل على الاحترام، كُن حريصاً على الأدب والذوق الرفيع والأخلاق العالية خلال حديثك معهما. باختصار عبّر عمّا في جعبتك باحترام وأدب.
اعلم أن الأمر يحتاج إلى تدريب، ربما لا تنجح من المرة الأولى ولا الثانية ولا الثالثة لأن تكون مسموعاً ولأن يتفهّم أهلك وجهة نظرك، ربما لا تنجح في المرات الأولى في الوصول إلى حلول ترضي الجميع. لا بأس بذلك، المهم أن تستمر في المحاولة وفي النهاية ستتمكن من بناء قنوات حوار فعّالة بينك وبين والديك.
———————————————