من المراجعات والمقالات النقدية:
أدب الطفل وحل المشكلات السلوكية
قراءة: حيدر هوري
قراءة في قصة: طائر النوم – للكاتب: علي الرشيد – رسوم: لينا ندّاف – الصادرة عن (دار البنان) في عام 2020 نموذجًا في معالجة مشكلة النوم عند الأطفال.
![]() ![]() |
من المراجعات والمقالات نقدية: أدب الطفل وحل المشكلات السلوكية – قصة: (طائر النوم) في معالجة مشكلة النوم عند الأطفال نموذجًا – قراءة: حيدر هوري- صفحة طباشير – موقع (كيدزوون | Kidzooon) |
موضوع النوم ومشكلاته لدى الأطفال
عتبة النص؛ العنوان
طائر النوم في قصة الرشيد
((عِندَ السّاعَةِ العاشِرَةِ مِنْ كُلِّ لَيلَةٍ، اعْتادَ طائِرُ النَّومِ اللَّطيفُ أَنْ يَزورَ الأَطْفالَ في بُيوتِهِم، لِـيُداعِبَ عُيونَهُمُ المُرْهَـقَـةَ مِنْ كِتابَةِ الواجِباتِ، وَمُذاكَرَةِ الدُّروسِ، وَمُشاهَدَةِ التِّـلْفازِ، وَالاِسْتِمْتاعِ بِأَلْعابِ الأَلواحِ الذَّكِيَّةِ، ثُمَّ يَحومُ فَوْقَ أَسِرَّتِهِمْ، فَيَعْزِفُ لَهُمْ أَنْغامًا هادِئَةً، تَجْعَلُهُم يَسْتَسلِمونَ لِـلنُّعاسِ، وَلا يَتْرُكُ غُرَفَ نَوْمِهِم حَتّى يَطْمَئِنَّ بِأَنَّهُمْ انْطَلَقوا في مُغامَراتِ أَحْلَامِهِمِ الجَميلَةِ.))
بداية أحداث القصة
(( لَمْ تَـتَوَقَّفْ شَكاوى أَطْفالِ الحَيِّ ضِدَّ هذا الطّائِـرِ، لكِنَّ صَدْمَتَهُ كانَتْ قَوِيَّةً عِنْدَما سَمِعَ “ماجد” يَقولُ لِأَصدِقائِهِ:”لِـمَ لا يُغادِرُ هذا الطّائِـرُ المُزْعِجُ مَدينَـتَـنا مِنْ دونِ رَجْعَةٍ، وَيَـتْـرَكُ لَنا اللَّيْلَ، لِـنَسْتَمْتِعَ وَنَمْرَحَ فيهِ كَما نَشاءُ؟”.)).
الجميل في سياق النص
(( حَزِنَ طائِرُ النَّومِ، لكِنَّهُ قَـرَّرَ الاِستِجابَةَ لِـرَغبَةِ الأَطفالِ، فَطارَ بَعيدًا إِلى قِمَّةِ جَبَلٍ شاهِـقٍ، وَدَخَلَ كَهْفًا قَديمًا، لا يُمْكِنُ أَنْ يَراهُ فيهِ أَحدٌ، وَقَـرَّرَ التَّوَقُّـفَ عَنْ أَداءِ عَمَلِهِ اليَومِيِّ نِهائِيًّا.)).
الجانب التربوي والنفسي في أحداث القصة
(( “أَنا لا أُحِبُّ هذا الطّائِرَ، لِأَنَّهُ يَحْرِمُني مِنْ مُواصَلَةِ اللَّعِبِ عَلى الأَلْواحِ الذَّكِيَّةِ”. هكَذا قالَتْ سارَةُ لِأَخيها أَنْوَرَ.فَرَدَّ أَنْوَرُ: “وَأَنا أَتَضايَقُ مِنْهُ مِثْـلَكِ، لِأَنَّهُ يَحْرِمُني مِنْ متابعة مُشاهَـدَةِ التِّـلْـفاز”.)).
من الجوانب النفسية في أحداث القصة
((مَضَتْ ثَلاثَةُ أَيّامٍ مُتَوالِـيَةٍ، لَمْ يَغمُضْ فيها جَفْنٌ لِجَميعِ سُكّانِ المَدينَةِ، مِنَ الكِبارِ وَالصِّغارِ؛ شَعَروا بِالإِرْهاقِ، وَصاروا يَغضَبونَ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ، يَغْضَبونَ بِسُرْعَةٍ، وَيَعْلو صِياحُهُمْ لِأَدْنى مُشكِلَةٍ.)).
((في الصَّباحِ، تَغَيَّبَ العُمّالُ عَنْ عَمَلِهِمْ في مَزارِعِ الوُرودِ، وَالطُّلاّبُ عَنْ مَدارِسِهِمِ، وَتَوَقَّـفَتْ حافِلاتُ النَّـقْـلِ وَسَيّاراتُ الأُجْرَةِ عَنِ الحَرَكَةِ، وَخَلَتِ الشَّوارِعُ مِنَ المارَّةِ، لِأَنَّ الجَميعَ لَمْ يَخْرُجوا مِنْ بُيوتِهِم، بِسَبَبِ التَّعَبِ وَقِـلَّة التَّـرْكيزِ، وَلَمْ تَـقُمِ الأُمَّهاتُ بِـتَـنْظيفِ البُـيوتِ، أَوْ تَجْهيزِ الطَّعامِ، وَلَمْ يَعُدْ بِمَقْدورِ الأَطْفالِ اللَّعِبُ بِالكُرَةِ.)).
بحث الأطفال عن طائر النوم
(( اِقْـتَـرَحَتْ ماسَةُ أَنْ يَنْثُروا الحَبَّ في الأَماكِنِ الَّتي يَبْحَثونَ بِها عَنْهُ، لَعَلَّهُ يَـكونُ جائِعًا فَـيَعْثُرونَ عَلَيْهِ؛ وَاقْتَرَحَ لُؤَيُّ أَنْ يُنادوهُ بِصَوْتٍ مُرْتَـفِعٍ عِنْدَما يُفَـتِّـشونَ عَنْهُ، لَعَلَّهُ يَسْمَعُ صَوْتَهُمْ؛ بَيْنَما اقْتَرَحَتْ دانِيَةُ أَنْ يَعْزِفوا أَجْمَلَ الأَلْحانِ، وَيُـنْـشِدوا أَحْلى الأَناشيد، وَهُمْ في رِحْلَةِ البَحْثِ عَنْهُ، لِأَنَّ طائِـرَ النَّوْمِ يُحِبُّ الموسيقى، وَيَعْشَقُ الغِـناءَ، حَظِيَ المُقْـتَـرَحُ الأَخيرُ بِمُوافَـقَةِ الجَميعِ.)).
جماليات كثيرة في النص، لكن ماذا عن الفكرة والعنوان؟
((بِعَوْدَةِ طائِـرِ النَّوْمِ، عادَتِ الحَياةُ في المَدينَةِ إِلى طَبيعَـتِها. يَنامُ الأَطْفالُ، كُلَّ لَيْلَةٍ باكِرًا، لِيَسْتَيقِـظوا صَباحَ اليَوْمِ التّالي بِهِمَّةٍ وَنَشاطٍ. وَمُنْذُ ذلِكَ الوَقْتِ، غَـيَّرَ الأَطْفالُ اسْمَ حَيِّهِمْ مِنْ “حَيِّ السَّهَر” إِلى “حَيِّ الجِدِّ وَالعَمَل”، وَأَصْبَحَ “طائِرُ النَّوْمِ” أَحَبَّ الطُّيورِ إِلى قُـلوبِهِم.)).