مراجعة لقصّة قمر رمضان
“نصّ: نعيمة روبرت -إصدار: أصالة للنّشر والتّوزيع”
بقلم: نسرين سالم
“من مواضيع مجلة غيمة – العدد 7”

تحدّثنا القصّة على لسان الطّفلة المتكلّمة عن شهر رمضان. في البداية تترقّب معنا، ثمّ تشاركنا سعادتنا بظهور الهلال معلنا بداية شهر الصّيام. وتتابع مراحل القمر طورا تلو آخر من بداية الشّهر الفضيل إلى نهايته، إلى أن تفرح معنا بقدوم العيد.
ترسم القصّة ملامح جميلة لوحدة المسلمين في كلّ بلاد العالم واجتماعهم على الصّيام والقيام وتلاوة القرآن. تذكّرنا بذلك الشّعور الغامر بالإيمان يملأ قلب المسلم خلال صلاة التّراويح مع تلاوة الإمام لآيات القرآن.
تعلّمنا القصّة عن طريق تقديم القدوة الحسنة أن نستغلّ شهر رمضان لتهذيب أخلاقنا فنتعلّم الصّبر على الجوع، والشّكر على النّعم. تعلّمنا أن نشعر بالآخرين، فنساعد الفقراء والمحتاجين. تعلّمنا ضبط انفعالاتنا فنبتعد عن الغضب، ونتحدّث بلطف مع الآخرين. كلّها معان عميقة تغرسها القصّة في نفس الطّفل مقدّمة له المعنى الحقيقيّ لشهر رمضان.
كما تغرس القصّة في نفس الطّفل العقيدة الصّحيحة فتعلّمه أن يتوجّه بأمانيه إلى الله بالدّعاء، ويحرص على الصّلاة بخشوع. نفحات إيمانية تتدفّق خلال الصّفحات، تجعلنا نستشعر روحانيّات شهر رمضان شهر الرّحمة والغفران.
تقول فتاتنا في القصّة: “ينادينا صوت والدي بكلّ صفاء، ويدعونا إلى الصّلاة”، صوت حنون هادئ ينادي للصّلاة، وهكذا يجب أن تكون دعوة الوالد أهله للعبادة.
تنقلنا القصّة بسلاسة وبطريقة ممتعة من السّحور إلى الفطور وما بينهما من عبادات وصبر وتهذيب للذّات.
ولا تنسى أن تخبرنا عن العشر الأواخر حيث نزيد العطاء والعبادة قبل وداع الشّهر الفضيل، ونحرص على ليلة القدر اللّيلة المباركة، ليلة خير من ألف شهر نتوجّه فيها بكلّ الأمنيات للخالق، أمنية بعد أمنية وصلاة بعد صلاة.
في الختام تشاركنا بهجة قدوم العيد، فتصف لنا تحضيرات العيد والتّسريحات الجميلة وملابس العيد الجديدة، كما أنّها تشاركنا صلاة العيد وتكبيرات العيد. ولأنّها تهتمّ بكلّ التّفاصيل تحثّنا على مساعدة الفقراء لتكتمل البهجة ويدوم العطاء. ثم نَهْنَأُ بزيارة الأهل والأصدقاء، وأكل ما لذّ وطاب من الطّعام والحلويّات، ونستمتع بقضاء أجمل النّزهات.
تودّعنا بابتسامة جميلة فرحة بقدوم العيد، رغم ما تخفي من حزن لفراق رمضان شهر الرّحمة والرّجاء، على أمل لقاء آخر بعد عام.
تتفوّق القصّة على كثير من القصص الّتي تتحدّث عن رمضان والعيد بأنّها تقدّم الجانب الحقيقيّ لرمضان جانب العبادة والطّاعة، جانب تهذيب الأخلاق وضبط النّفس، جانب صلة الرّحم، جانب الوحدة حيث يتوحّد المسلمون في كلّ البلاد ويتشاركون هذه العبادات.
في القصّة عواطف جيّاشة كثيرة متنوّعة وجميلة تزيدنا حبّا لله ولرمضان وللعبادات.
شدّتني القصّة في كلّ صفحة، فكانت ممتعة مليئة بالمعلومات والمشاعر المنسابة بتناغم تامّ من البداية إلى النّهاية.
