عنكوبة وخنفوس “مسرحية للأطفال” بقلم الكاتبة نجاة شباح
من مسرح الطفل:
مسرحية: عنكوبة وخنفوس
تأليف: نجاة شباح
تدقيق: كريمة الغربي
 |
| من مسرح الطفل – مسرحية: عنكوبة وخنفوس – للكاتبة: نجاة شباح – موقع (كيدزوون | Kidzooon) |
إذا جاء اللّيل سيتبعه النّهار بلا شكّ وألقي شباكي الفضيّة وأصطاد مأكولات شهيّة من يقع اليوم في شباكي؟
أنا أنتظر! أنا أنتظر! اِقترب اِقترب لا تهرب.
هذه هي أغنية العنكبوت الشّهيرة تستقبل بها صباحها كلّ يوم تردّدها باستمرار دون كلل أو ملل.
سمعتها الخنفساء من بعيد، فاقتربت لتعرف من أين يأتي هذا الصّوت الجميل الّذي أعجبها. لم تلتقي الخنفساء من قبل بعنكبوت، لهذا لم تعرف أنّها تشكّل مصدر خطر على حياتها.
 |
| من مسرح الطفل – مسرحية: عنكوبة وخنفوس – للكاتبة: نجاة شباح – موقع (كيدزوون | Kidzooon) |
الخنفساء: ما أجمل صوتك يا هذا!
العنكبوت بمكر: هل حقّا أعجبك صوتي؟ وتكلّمت بينها ونفسها: وقعت فريسة لي أيّتها الغبيّة، ستكونين وجبتي لهذا اليوم.
خنفساء:
أدعى خنفوس أتيت من بلاد بعيدة، و أنا أحّب التّرحال.
العنكبوت بصوت منخفض كعادتها:
ستكون هذه آخر جولة لك يا حمقاء. ثمّ رفعت صوتها لكي تسمعها، ستكون ضيفي لهذا اليوم. هل ستلبّي الدّعوة ؟ أنا أدعى عنكوبة.
 |
| من مسرح الطفل – مسرحية: عنكوبة وخنفوس – للكاتبة: نجاة شباح – موقع (كيدزوون | Kidzooon) |
خنفساء:
وكيف أرفض دعوة من لديها أجمل صوت سمعته في حياتي؟ و لكن ماذا تفعلين بهذه الخيوط الجميلة؟ إنّك فنّانة صوتك جميل، وأياديك مبدعة!
عنكوبة:
ما بالها تمدحني وأنا أريد اِلتهامها؟ مهما كانت الكلمات فلن تغيّر من مصيرها المحتوم . تسلّقي هذا الخيط. وألقت أحد خيوطها الرّفيعة. مسكت خنفوس بكلتا يديها الخيط المتدلّي الّذي ألقته إليها عنكوبة، ثمّ مدّت يدها وجذبتها وأدخلتها إلى منزلها.
خنفوس:
مدهش بيت جميل، إنّك فنّانة… فنّانة!
 |
| من مسرح الطفل – مسرحية: عنكوبة وخنفوس – للكاتبة: نجاة شباح – موقع (كيدزوون | Kidzooon) |
عنكوبة:
كُفّي عن مدحي!
خنفوس:
أنا لا أجاملك ولا أخدعك بل أقول لك الحقيقة، بأنّك فنّانة!
عنكوبة:
الآن قبضت عليك! ولفّتها بخيوطها.
خنفوس:
ماذا تفعلين يا عنكوبة؟ أهكذا تستقبلون ضيوفكم؟ لقد جئت من بلاد بعيدة لأجلب الدّواء لأبي، فهو طريح الفراش منذ عدّة أعوام، وقد وصف له الطّبيب عشبة سحريّة. أخبره أنّها توجد في بلاد الشّمس السّاطعة والسّماء الصّافية والأصوات الصّادحة.
عنكوبة:
لا مفرّ من ذلك فأنت اليوم طعامي.
بكت خنفوس بشدّة:
أتركيني آتي بالعشبة لوالدي وأعدك أنّني سأعود لأكون طعامك أتوسّل إليك.
رقّ قلب عنكوبة لتوسّلات خنفوس وقرّرت أن تأخذها إلى غايتها وتكون عونا لها لجلب تلك العشبة. وقد سبق أن سمعت بها.
 |
| من مسرح الطفل – مسرحية: عنكوبة وخنفوس – للكاتبة: نجاة شباح – موقع (كيدزوون | Kidzooon) |
عنكوبة:
سأفكّ قيودك، لأنّ قلبي رقيق وسوف نذهب معا إلى رئيس العناكب فهو خبير بالأعشاب وستجد ضالّتك إن شاء الله.
وبعد أن فكّت قيودها، ذهبتا معا إلى رئيس العناكب. أرادتا الدّخول عليه فمنعهم الحارس.
الحارس:
لديه اجتماع مهمّ! اِنتظرا خارجا من فضلكما.
 |
| من مسرح الطفل – مسرحية: عنكوبة وخنفوس – للكاتبة: نجاة شباح – موقع (كيدزوون | Kidzooon) |
عنكوبة:
يا ترى ما نوع الاجتماع الّذي يعقده؟
الحارس:
اجتماع مهمّ فهو يفكّ نزاعا بين قبيلتين من العناكب.
بقت عنكوبة وخنفوس تنتظران حتّى يحين دورهما. حتّى وجدتا جماعة من العناكب خارجة من الاجتماع.
الحارس:
تفضّلا… الآن دوركما دخلت عنكوبة برفقة خنفوس لمقابلة رئيس العناكب.
رئيس العناكب:
مرحبا بك عنكوبة، من هذا الّذي برفقتك؟
 |
| من مسرح الطفل – مسرحية: عنكوبة وخنفوس – للكاتبة: نجاة شباح – موقع (كيدزوون | Kidzooon) |
عنكوبة:
إنّه خنفوس يا سيدي وحالتها مستعجلة.
رئيس العناكب: تفضّل قل ما خطبك؟
جثت خنفوس على ركبتيها:
سيّدي أبي مريض ووصف له الطّبيب و أخبره أنه يوجد في بلاد الشّمس السّاطعة والسّماء الصافية والأصوات الصّادحة…
رئيس العناكب:
قد بلغت مرادك، لقد جاءتني البارحة قافلة من التّجار. مرّوا على تلك البلاد وجلبوا الكثير من هذه الأعشاب.
خنفوس مقبّلة يده:
شكرا لك يا سيّدي!
 |
| من مسرح الطفل – مسرحية: عنكوبة وخنفوس – للكاتبة: نجاة شباح – موقع (كيدزوون | Kidzooon) |
أمر رئيس العناكب الحرّاس أن يجلبوا له كيسا من تلك الأعشاب ثمّ سلّمها لها.
رئيس العناكب:
لا تمدحني و أسرع بهذه العشبة إلى والدك قبل أن يطلع نهار جديد، فهي تفقد مفعولها بسرعة.
وبعد أن ودّعتهما، غادرت تلك القرية متوجّهة لبلادها كي توصل العشبة لوالدها فيعافى من مرضه. أخذت تحثّ في سيرها لكي لا تفقد العشبة مفعولها كما أعلمها رئيس العناكب.
 |
| من مسرح الطفل – مسرحية: عنكوبة وخنفوس – للكاتبة: نجاة شباح – موقع (كيدزوون | Kidzooon) |
وصل قبل طلوع خيوط الصّباح الأولى، وبعد أن شرب والده من تلك العشبة شفي على الفور.
أب خنفوس:
كيف استطعت الإتيان بها؟ ومن ساعدك يا بنيّ؟
قصّت عليه خنفوس الحكاية من أوّلها حتّى وصولها عند رئيس العناكب.
خنفوس:
إنّه رئيس العناكب يا أبي.
والد خنفوس:
خذني إليه، وأعدّ له هديّة عظيمة.
رافق خنفوس والده حتّى وصلا عند رئيس العناكب. وما إن اِلتقت نظراتهما حتّى علت على وجوههما الدّهشة لأنّهما كانا يعرفان بعضهما منذ ان كان صغارا. عانقا بعضهما طويلا، وأجلسه رئيس العناكب بجانبه مرحّبا بصديقه العزيز.
 |
| من مسرح الطفل – مسرحية: عنكوبة وخنفوس – للكاتبة: نجاة شباح – موقع (كيدزوون | Kidzooon) |
أب خنفوس:
لقد فرّقتنا الحروب عن بعضنا نحن جماعة الخنافس والعناكب، لكن من اليوم فصاعدا لن تكون بيننا أيّة عداوة! سيحلّ الأمن و السّلام على أرضنا.
رئيس العناكب:
اسمعوا معشر العناكب لن يتعرّض عنكبوت من اليوم فصاعدا لأصدقائي الخنافس! قد أعطيتهم الأمان. ومن ذلك اليوم لا تتعرّض العناكب للخنافس.
 |
| من مسرح الطفل – مسرحية: عنكوبة وخنفوس – للكاتبة: نجاة شباح – موقع (كيدزوون | Kidzooon) |
———————————————
