مَأْزِقُ نَقْنَق “قصة للأطفال” بقلم الكاتبة زينب دليل

لَقَدْ انْتَظَرَ نَقْنَقُ هَذَا اليَوْمِ بِفَارِغِ الصَّبْرِ، و تَدَرَّبَ جَيِّدًا.

غَابَتِ الشَّمْسُ وتَوَجَّهَ الجَمِيعُ إِلَى مَكَانِ الحَفْلِ، وَلَكِنَّ نَقْنَق كَانَ مُنْشَغِلًا بِشَيْءٍ آَخَر “مَنْظَرُ الحَشَرَاتِ المُضِيئَةِ شَهِي سَأَسْتَمْتِعُ، بِالْتِهَامِ وَجْبَةٍ خَفِيفَةٍ قَبْلَ الحَفْلَةِ”. قَالَ نَقْنَق.

  تَجَاهَلَ نَقْنَق تَحْذِيرَاتِ رَئِيسِ الفِرْقَةِ وتَوَعُّدَهِ لِلْمُتَخَلِّفِ بِالْحِرْمَانِ مِنَ المُشَارَكَةِ، وتَذَوَّقَ أَوَّلَ حَشَرَةٍ الْتَقَطَهَا بلِسَانِهِ اللَّزِج.

“يَمْ! يَمْ! مَا أَلَذَّ هَذِهِ الحَشَرَاتِ ومَا أَكْثَرَهَا!” قَالَ نَقْنَقُ وَرَاحَ يَبْتَلِعُ وَ يَبْتَلِعُ  وَيَبْتَلِعُ، حَتَّى… كَبُرَ بَطْنُهُ وَتَكَوَّرَ. فَجْأَةً!

وَمِن بَعِيدٍ، سَمِعَ نَقْنَقُ صَوْتَ نَقِيقِ الفِرْقَةِ.

انْتَظَرَ أَعْضَاءُ الفِرْقَةِ نَقْنَق لَكِنَّهُ تَأَخَّرَ، فَبَدَؤُوا بِدُونِهِ.

حَاوَلَ نَقْنَقُ الوُّصُولَ بِسُرْعَةٍ إِلَى صَخْرَةِ العَرْضِ فَقَفَزَ…لَكِنَّ بَطْنَهُ كَانَ مُثْقَلًا، حَاوَلَ الوُّصُولَ مَشْيًا لَكِنَّ المَكَانَ كَانَ مُزْدَحِمًا.

  تَسَلَّقَ نَقْنَقُ جُذُورَ النَّبَاتَاتِ وَ امْتَطَى السِّيقَانِ، لَكِن.. !

  وَزْنَهُ الثَّقِيل جَعَلَهُ يَمِيلُ …وَ يَمِيلُ وَ..وَقَعَ وَرَاحَ يَتَدَحْرَجُ كَالكُرَةِ، حَتَّى عَلِقَ فِي شَقِّ صَخْرَةٍ.

عَاتَبَ نَقْنَقُ نَفْسَهُ قَائِلًا: “لَو اكْتَفَيْتُ بِمَا يَسُدُّ الرَّمَقَ لَمَا وَقَعْتُ فِي هَذَا المَأْزِق.. فالطَّمَعْ ضَرَّ وَمَا نَفَعْ.”

حَاوَلَ نَقْنَقُ تَخْلِيصَ نَفْسِهِ مِن هَذِهِ الوَرْطَةِ فَدَفَعَ نَفْسَهُ بِأَرْجُلِهِ الخَلْفِيَّة ولَم يُفْلِح،

  بِأَرْجُلِهِ الأَمَامِيَّة ولَم يُفْلِح، شَدَّ و شَدَّ ومَدَّ رَأْسَهُ وَمَدَّ… لَكِنَّهُ ظَلَّ عَالِقًا.

شَعَرَ نَقْنَقُ بِالتَّعَبِ الشَّدِيدِ وفَكَّرَ يَائِسًا لَو ظَلَّ عَالِقًا حَتَّى تُشْرِقَ الشَّمْسَ…َ سَيَتَفَرَّقُ جَمِيعُ الضَّفَادِعِ وتَتَجَمَّعُ اللَّقَالِقُ !

  اِسْتَجْمَعَ نَقْنَقُ قُوَّتَهُ وَقَالَ: “لَنْ أَسْتَسْلِم و لَن أَبْقَى هُنَا.. أَنَا الضِّفَدَعُ نَقْنَق وَلَن أَكُونَ وَجْبَةَ لَقْلَق!”

فَكَّرَ وَفَكَّر و أَخَذَ نَفَسًا عَمِيقًا…وَفَتَحَ فَمَهُ، وَنَاااااااااااقققْق!!! .. فَجْأَةً !!

انْدَفَعَت كُلُّ الحَشَرَاتِ المُضِيئَةِ الَّتِي ابْتَلَعَهَا و أَضَاءَتْ كَأَلْعَابٍ نَارِيَّةٍ فَفَرِغَ بَطْنُهُ وَ تَقَلَّصَ حَجْمُهُ .

وَأَخِيرًا خَرَجَ نَقْنَقُ مِنَ الشَّقِّ سَالِمًا… !

تَفَاجَأَ الحُضُورُ بِهَذَا المَنْظَر وهَتَفُوا لَهُ وَ صَفَّقُوا، فَأَشَارَ لَهُ رَئِيسُ الفِرْقَةٍ بِالانْضِمَامِ إِلَيْهِم فَقَدْ زَادَ الحَفْلَةَ بَهْجَةً وحَمَاسَةً.

قَفَزَ نَقْنَقُ إِلَى فِرْقَتِهِ سَعِيدًا مَسْرُورًا وَغَنَّى وَ نَقْنَقَ حَتَّى أَقْبَلَ الصُّبْحُ و أَشْرقَ.

تم النشر بطلب من كاتبة القصة: أ. زينب دليل