هل أصلح البكاء فستان لينة؟ “قصة للأطفال” بقلم الكاتبة مريم الكرمى
من قصص الأطفال:
قصة: هل أصلح البكاء فستان لينة؟
تأليف: مريم الكرمى
تدقيق: كريمة الغربي
 |
| من قصص الأطفال – قصة: هل أصلح البكاء فستان لينة؟ – تأليف: مريم الكرمى – موقع (كيدزوون | Kidzooon) |
في منزل الجدّة، اِرتدت لينة فستانا حاكته جدّتها لها، دارت لينة حول نفسها في سعادة غامرة، وهى ترى فستانها ذي الورود؛ يدور معها. قبّلت جدّتها ثمّ قالت:
سأذهب، كي تراه أمّي وصديقاتي.
قالت الجدّة:
حبيبتي اِنتظري حتّى تأتي ماما لتأخذك.
بكت لينة، ودقّت الأرض بقدميها: هىء هىء هىء ، لاااا أرجوك، دعيني أذهب. جدّتي، قد تتأخّر أمّي أو تنام صديقاتي هىء هىء هىء.
حاولت الجدّة تهدئتها فقالت:
كفى يا لينة كفى، وهل سيحلّ البكاء المشكلة؟ فكّري قليلا.
أصرّت لينة أن تذهب، فقالت الجدّة:
إذاً عليك أن تلتزمي بنصائحي، كي تسلكي طريق العودة سالمة.
فهل فعلت لينة؟
 |
| من قصص الأطفال – قصة: هل أصلح البكاء فستان لينة؟ – تأليف: مريم الكرمى – موقع (كيدزوون | Kidzooon) |
سارت لينة، وهي تتقافز بسعادة. و بطريق العودة إلى المنزل، ظهر أمامها طريقان، تساءلت حائرة:
أيّهما الطّريق؟ ماذا… كانت… تقول جدّتي؟ أنا لا أذكر جيّدا، لقد كنت أبكي.
اِتّجهت في أحدهما بعد تفكير، و لكن بعد قليل، أدركت أنّها تاهت.
جلست فوق جذع شجرة تبكى، وتبكى، هىء هىء هىء، بصوت عال كالعويل.
خرج سنجاب قد أيقظه بكاؤها المزعج من داخل الجذع. قال للينة:
ما بك؟ لم تبكين؟
خافت لينة، وانتفضت من مكانها مبتعدة، فاشتبك فستانها بفرع وتمزّق، أمسكت لينة جانب الفستان المقطوع وقالت: ما هذا؟! قطع فستاني الجديد.
وانفجرت فجأة، باكية منتحبة:
هىء هى هى ء، فستاني الجميل، ذو الورود، تمزّق، لم يعد جميلا.
قال:
السّنجاب اِهدئي قليلا، وهل سيحلّ البكاء المشكلة، تعالي نبحث عن حلّ.
سارا معا، فقال:
السّنجاب بسعادة، هنا سنجد حلّا، لا أظنّ أنّ في الغابة من هو أمهر منه في الحياكة.
بين الفروع، كان عنكوب يبنى بيته بمهارة فائقة.
قال السّنجاب للبُنَيَّةِ:
يمكنكِ أن تطلبي منه مساعدتك؛ لإصلاح فستانك.
 |
| من قصص الأطفال – قصة: هل أصلح البكاء فستان لينة؟ – تأليف: مريم الكرمى – موقع (كيدزوون | Kidzooon) |
تردّدت لينة قليلا، ثمّ قالت متوسّلة:
أيّها العنكبوت النّشيط، فستاني ممزّق، هل يمكنك مساعدتي؟ ولم تستطع منع نفسها من البكاء والنّحيب، هىء هىء هىء أرجوك أصلحه، كي يعود جميلا.
اِنزعج عنكوب، ولكنّه كان يودّ مساعدتها فقال: بكلّ ترحاب، حسنا حسنا، سأحاول، فقط لا تبكى.
هل سيحل البكاء المشكلة؟
دخل عنكوب بيته، وأحضر لفّة خيط جميلة، وقال:
خذي هذه ولكنّي أعتذر منك، أنا لا أعرف حياكة الفساتين.
سارت لينة و السّنجاب، مسافة طويلة، حتّى قابلا قنفذا، فقالت لينة تسأله: أيّها القنفذ اللّطيف! هل يمكنك أن تدلّني على خيّاط؟ معي خيط، وفستاني مقطوع، والعنكبوت لا يعرف الحياكة، ترقرقت عيناها بالدّموع، وانفجرت باكية كالنّافورة:
هىء هىء هىء، أريد إصلاحه حتى يعود جميلا.
فزع القنفذ، وسألها بدهشة:
وهل سيحلّ البكاء المشكلة ؟ صدّقينى، لا أعرف حلاّ، لكن خذي هذه..
ثمّ مدّ إليها شوكة حادّة من أشواكه، وقال:
يمكنك اِستخدامها كإبرة، فأنا لا أعرف الحياكة.
شكرته لينة، ثمّ تابعت بحثها عن خيّاط.
 |
| من قصص الأطفال – قصة: هل أصلح البكاء فستان لينة؟ – تأليف: مريم الكرمى – موقع (كيدزوون | Kidzooon) |
مشت الصّغيرة والسّنجاب مسافة طويلة، في الطّريق قابلا طائر النسّاج يبنى عشّه، وقفا يراقبانه في اِنبهار شديد.
قال السّنجاب:
لينة، يمكنك أن تسأليه، فهو يبدو خبيرا في الحياكة.
قالت لينة:
أيّها النسّاج الماهر، هل يمكنك أن تساعدني، فستاني مقطوع، ولقد أعطاني العنكبوت خيطا و اعتذر لأنّه لا يعرف حياكة الفساتين ثمّ قابلت قنفذا و اعتذر أيضا، بأنّه لا يملك حلّا، و أعطاني إحدى أشواكه.
لم تستطع منع دموعها أكثر، وانفجرت مرّة أخرى في البكاء والنّحيب: هى ءهىء هى ء أريد إصلاحه حتّى يرجع جميلا كما كان.
قال النسّاج يحاول تهدئتها:
لا لا داعي للبكاء، وهل سيحلّ البكاء المشكلة؟ سأحاول إصلاح فستانك، فلتهدئي.
أعطته خيوط عنكوب، وشوكة القنفذ.
أمسك بالخيوط، وثقب طرف شوكة القنفذ، وأدخل الخيط بالثّقب، ثمّ راح يحيك الثّوب كأفضل خيّاط.
فرحت لينة، وراحت تدور، وتدور، حول نفسها في سعادة، عندما أنهى طائر النسّاج عمله عاد فستانها جميلا كأنّه جديد. شكرته على صنيعه وقالت:
حقّا! إنّ البكاء لا يحلّ المشاكل.
عليّ أن أعود إلى البيت الآن. لقد أخطأت حين لم أستمع لنصيحة جدّتي، ولكنّها لم تبك ككلّ مرّة.
قال السّنجاب:
إنه دوري الآن، أنا أعرف طريق البيت، وهو ليس بعيدا من هنا. كنت عادة ما أتسلّل إليه لآكل بعض البسكويت اللّذيذ و كنت أراك هناك.
دقّت لينا باب المنزل، وهى تلوّح مودّعة السّنجاب، فتحت ماما لها، واحتضنتها في سعادة، وهي تدور حول نفسها، لترى ماما، فستانها ذي الورود، يدور معها.
 |
| من قصص الأطفال – قصة: هل أصلح البكاء فستان لينة؟ – تأليف: مريم الكرمى – موقع (كيدزوون | Kidzooon) |
———————————————
