Skip to content Skip to footer

رسالة الدورة العاشرة من أسبوع الكتابة للطفل

احفظ هذه الصفحة في قائمة "المفضّلة" الخاصّة بك - فضّله (0)

لبيس لديك حساب في موقع كيدززون؟ قم بإنشاء حساب

رسالة الدورة العاشرة من أسبوع الكتابة للطفل

بقلم: أحمد بنسعيد

كثرت الورشات التي تُحَدِّثُ الكاتب عن كيفية الكتابة للطفل، والضوابط والحدود… ولسيادتكم هذا (الأسبوع) متميّزٌ بكل ما فيه، بعنوانه، بفحواه ومعناه، بمنهجيته… وهو في عمقه لا يُخالف ما هو موجود من عناصر تكوين الكاتب وإنما هو مُكمّل ومُتوّج لما هو موجود…

ربما لم يتعوّد الْبَعْضُ على (الأسبوع) بَعْدُ… ولكنها التقنية التي ارتاح لها العشرات من الْكُتّاب، كان هذا (الأسبوع) –بالضبط- هو مَعين إبداعاتهم للأطفال… فأحبوه وعشقوا لحظاته، وودّوا لو يدوم ويتعدّد…

حين يُترك ‘الكاتب للطفل’ حرا طليقا مع أوراقه البيضاء ليُبدع، كيفما يشاء، ويذهب أنى شاء … يكتب ويكتب ويقدم أقصى ما يستطيعه للطفل الذي أحبه وعشق الكتابة له… حين نُحفّزه على الكتابة تحفيزا، ونُكَسِّرُ كل قيود الرعب منها… فإننا بذلك نُكسب عالمَ الأطفالِ العطشانَ أقلاما جديدة هو في أمسّ الحاجة إليها…

أيها الكاتب العزيز؛ ابدإ الكتابة للطفل من أي البدايات شئتَ… ابدأها أنت لا تنقل من أحد، وانْسَ كلّ ما تعلمته… اُكتُبِ الطِّفْلَ لِلطِّفْلِ… اُنظر حولك لطفل يسوق دراجة أو يمشي على رجليه أو يُدْفَعَ في كرسيه المتحرك إلى السوق أو إلى المدرسة، أو يلعب، يبكي أو يصرخ أو يضحك أو يتثاءب… تأمل فيه بعمق، بعمق أكبر، وإذا لم تُسعفك اللغة والخيال… فَاسْتَرْخِ… اِستخرج الطفل الذي بداخلك، ذلك الطفل الجائع جدا… وأَشْبِعْ جوعته واكْفِ نهمه… كن مثل الْمسرحيّ الْمُترجّل يواجه آلاف العيون الْمُحَمْلِقَةِ فيه بما لديه من ثروات داخله… هو يتحدث ويتحرك على الخشبة، وأنت تكتب في مكانك.

كَمٌّ هائل يفوق الوصف من الأفكار يفيض على الكتّاب حين يسيحون في براري خيالهم مسافرين بكل واد وكل فضاء… قد تكون الأفكار المكتوبة للطفل غير منسقة لقوة الفيض، ولكنها ستُنَسَّق بعد (الأسبوع) فلا يقلق الكاتب وليستمرّ في كتابته الآن، فالأسبوع أسبوعُ كتابة وليس أسبوعَ تنسيق، أسبوعُ إبداع وليس أسبوعَ نقد وتعديل… عملية الإبداع هي الأصعب، اكتب الآن أبدعْ، وستجد أنت نفسُك عملا للأطفال تَنْسِبُهُ لاسمك وتُلَمِعُ بِهِ سيرَتَكَ، وسيجد النّقّاد بعد ذلك مائدة يلتفّون حولها…

عشر دورات ونحن نُشجع الْكاتب على الكتابة للطفل، وسنشجعه ما حيينا، من خلال مجموعة مبادرات جديدة ومن خلال هذا (الأسبوع) الذي لقي قبولا من كل من شارك فيه، وسجلوا في حقه شهاداتٍ منَ الفخر… مئاتُ الكتابات كُتبت للأطفال في (الأسبوع)، منها القصير ومنها الطويل والطويل جدا، منها النثري ومنها الشعري، والمسرحي… منها بالعربية ومنها باللغات الأخرى… والعشرات منها طُبع وزَيّن المكتبة العربية شرقا وغربا وشمالا وجنوبا… وهذا كفيل بأن يجعلنا نتيه رضى ولله الحمد.

قد يُطرح السؤال:

  • ما الذي أتاح لهذه العشرات من الكتابات في (الأسبوع) أن تُطبع وتُنشر دون غيرها؟

نعم أيها الأعزاء؛ إن عملية الكتابة للطفل عملية طويلة جدا، ومراحلُ متتاليةً تُقطع. ولكن أهم شيء في العملية كلها هي ثقة الشخص فيما يكتبه، ومحبته العميقة له، وغيرته الصادقة على حروفه أن تصل لكل أطفال العالم… هذه الأمور النفسية العميقة كفيلة بأن تجعل الكاتب مستيقظا منتبها فاتحا لقنوات البحث عن: صحيفة أو مجلة ورقية أو رقمية أو موقع أو تطبيق أو دار نشر مختصة بأدب الطفل ليصل صوته بالفعل للأطفال وليحقق أخيرا مبتغاه ومبتغى الأطفال الذين ينتظرون كتاباته…

(الأسبوع) له دور عظيم في تحفيز الطاقات أنّى كانت لهدف واحد هو: الكتابة للطفل، و(الأسبوع) يتجاوز كل العقبات حتى عقبة الحرب التي تعلو كل العقبات، وعقبة (كورونا) التي حَبَسَتْنا سنوات، لأجل الإبداع للأطفال وقد فعل… و(الأسبوع) كفيل بإخراج المئات من الكتابات من رؤوس أصحابها وقد فعل…

وهكذا يُلَوَّن كلّ (أسبوع) بألوانه الخاصة به، ويتميّز ببهاراته عن سابقيه، وبظروفه التي قد تَشُدُّ مِنْ أزره أو تُفقده بعض قوته… ولكنْ علّمتنا التجارب أنّ أصعب الظُّروف وَأَوْعَرَها هي أقوى من يَهَبُ الحياة والقوّة…

في خضمّ صراع الحياة كان لا بدّ للكاتب –إذن- أن ينتزع وقتا للإبداع، قد لا يتوفّر لديه، وقد يذهل عن وقته، ولكنه حين يجد مُحفِّزا جماعيا يقول له: “التحق بنا للإبداع” يشعر بانتعاش من ينقذه من نفسه ليجد نفسه أخيرا في بحر الإبداع الذي طالما بحث عن وقت ليفجره…  

ثم نعود فنؤكد أنّ حيوية المجموع وهم يكتبون في وقت واحد في (أسبوع الكتابة للطفل)؛ حيوية ما بعدها حيوية… مسكين مَنْ لم يعشها ولم يتذوقها مِنَ الْكُتّاب… إنه عمل فريق ضخم كلٌّ يشتغل بآلياته، وبحريته، وفي مكانه؛ في منزله أو في مكتبه، أو في مقرّ عمله، أو في المقهى، أو في المطبخ، أو على شاطئ البحر… ولكنّ الجميع يشتغلون لصالح الطفل. فالطفل يحضننا جميعا. هذا الصغير في العالم كله الذي يَسْحَرُنا ببسمته الْبريئةِ فنتوقف عن الاشتغال إلا له، لأسبوع كامل بلياليه ونهاراته.

ولطالما وجهنا الكتّاب للتخطيط الْقبْلي لكتاباتهم ونصحناهم بوضع برنامجِ كتابةٍ واضح في أذهانهم ليكسبوا أكبر قدر من وقت (الأسبوع) صارفين دقائقه وثوانيه فقط في الكتابة الإبداعية، وليس في السؤال حول ما سيكتبونه؟ بل ووضعنا لهم نموذج برنامج يُيَسِّرُ لهم عملية الإعداد ليسيروا على ضوئه… 

فعلا إنه لصَباح مشرق ذلك الذي تُشرق فيه شمس أول يوم من (أسبوع الكتابة للطفل) ومن جمال إشراقته وحلاوة لحظاته، أن اقترح علينا بعض الكتّاب أن نُكَرِّرَ (الأسبوع) في كل شهر، ولكنّ الحكمة تقتضي أن نراعي ظروف الكتّاب في وطننا العربي الشاسع الواسع لنجعله مرتيْن في العام لا يتجاوزهما. هكذا لا يُتْعَبُ الْكُتّاب، ولا يَفقد (الأسبوع) بريقه.  

وأخيرا نذكر أنه قد لا يكون (الأسبوع) معروفا عند البعض، ولكنه معروف جدا لدينا وهذا يكفينا نحن خدّام الطفل وأدباءَ الطفل… وكم نسعد حين نسمع من كاتب أنه طبع كتابا للطفل عرف منشأه وولادته في (أسبوع الكتابة للطفل).

نواصل –إذن- بعزائمنا متطوعين، نَهَبُ هذه المبادرة كل ما وهبنا الله من قوة، وندعو جميع الكتّاب والأفراد والمجموعات والصحفيين المستقلين، وأصحاب المحتوى في قنوات اليوتيوب وغيرها أن ينشروا خبر (أسبوع الكتابة للطفل) إلى أوسع الآفاق الممكنة حتى يستفيد منه الكتّاب أينما وُجدوا في إفريقيا أو آسيا أو أوروبا أو أمريكا أو أستراليا… وبالتالي تتسع دائرة الإبداع للطفل، فيستفيد أكبر قدر من الأطفال أكبر قدر من الإبداعات… 

ونحن نرى اليوم (الأسبوع) وقد استوى بناءا شامخا وصرحا لكتّاب أدب الطفل، وجب أن لا يُفرّطوا فيه ألبتّة. فالذي اقترحه –حتما- سيموت، ولكنّ (الأسبوع) لا ينبغي أن يموت، ليظل يُحْمَلُ على أكتاف الصادقين جيلا بعد جيل، يُقَدِّم للأطفال في كل الأزمنة أطايب الثمرات، وأحلى الكتابات، وأروع الإبداعات…

أقول هذا؛ وأصمت. فَحَبيبُنا الْكاتب سيبدأ الكتابة للطفل الآن.

توقيع: كاتب للأطفال.

الثلاثاء 09 – 05 – 2023م

اترك تعليقاً

2 × اثنان =

Go to Top