“مجلات الأطفال بين الانتشار الورقي والانتشار الرقمي – سلبيات وإيجابيات” إعداد مجدي مرعي حسن عبد الله
من ملتقيات ومؤتمرات:
مجلات الأطفال بين الانتشار الورقي والانتشار الرقمي – سلبيات وإيجابيات
ضمن المحور الخامس من محاور مؤتمر أدب الطفل الثاني والذي تعقده جماعة أدب الطفل العربي 2021، تحت عنوان: “مجلات الأطفال في العالم العربي”.
إعداد: مجدي مرعي حسن عبد الله “مجدي مرعي”
 |
| من ملتقيات ومؤتمرات – مجلات الأطفال بين الانتشار الورقي والانتشار الرقمي – سلبيات وإيجابيات – إعداد: مجدي مرعي حسن عبد الله “مجدي مرعي” – من الأوراق البحثية المقدمة ضمن: المؤتمر الثاني لجماعة أدب الطفل العربي – موقع (كيدزوون | Kidzooon) |
يعد الاهتمام بمجلات الأطفال هو الأداة الأساسية التي نستطيع استخدامها في تكوين وعي الطفل العربي، وأهم ما تحرص عليه هذه المجلات هو غرس القيم داخل أطفالنا، بكل أنواعها.
وفي حقيقة الأمر أن مجلات الأطفال استطاعت أن تواكب التطور التكنولوجي أو ما نسميه بالتطور الرقمي، ذلك التطور الذي جلب معه أشكالاً وأفكاراً جديدة لأطفالنا، فصار طفل الإنترنت المتجول داخل المجلة الإلكترونية يجد فيها كل جديد يستحوذ على انتباهه من: لوحة تشكيلية أو نشيدا وقصيدة شعرية أو أغنية أو قصة مكتوبة أو مرسومة وملونة أو مقطوعة موسيقية أو فيلم كرتوني يعرض بصوت مجسم وبصورة ثلاثية الأبعاد، فكل هذه الألوان المستحدثة لم يجدها في مجلته الورقية وعليه صارت المنافسة شديدة للغاية بين الشركات المنتجة التي اقتحمت عالم الإنترنت، والتي تقدم هذه المجلات، حيث وجدت من هذا الطفل أرضية جديدة يجب حرثها أو استقطابها، ذلك لأن طفل اليوم أصبح لديه القدرة على برمجة أفكاره وتخيلاته وتصوراته عبر النت لإحداث نوع من التلاقح الفكري والمعلوماتي، ومن هنا تأتى خطورة التعامل الرقمي دون أرضية معرفية وثقافية ودينية يقف الأطفال عليها وتحميهم مما قد يصل إليهم من أفكار ومعلومات قد تكون خاطئة أو منافية لأذواقنا وعاداتنا وتقاليدنا وديننا، وعليه يجب علينا نحن الكبار توفير الحماية الكافية من سيول المعرفة الإلكترونية التي قد تغرقهم معنويًّا وحسيًّا وتبعدهم عن الهدف المنشود من المجلة التي أمامه. وإننا نلحظ أن تقنية الثقافة الرقمية صارت متغيرة وفي تطور مستمر، بل وأصبحت بالغة التعقد. ولهذا فقد سعت الشركات والمؤسسات لتطور من إمكاناتها لتؤدي دورها في سوق الثقافة الإلكترونية التي تعمل في مجلات الأطفال دون أن يمروا بتطوير أنفسهم بتطوير الثقافة التقليدية عبر المجلات الورقية.
 |
| من ملتقيات ومؤتمرات – مجلات الأطفال بين الانتشار الورقي والانتشار الرقمي – سلبيات وإيجابيات – إعداد: مجدي مرعي حسن عبد الله “مجدي مرعي” – من الأوراق البحثية المقدمة ضمن: المؤتمر الثاني لجماعة أدب الطفل العربي – موقع (كيدزوون | Kidzooon) |
وعمل مخرجو برامج الأطفال الإلكترونية ومصممو المواقع على تحويل المادة الأدبية أو الثقافية، الموجودة في صفحاتهم الإلكترونية إلى لوحات نابضة بالجمال والمعنى، بما يتناسب مع قدرات الأطفال، بل استطاعوا أيضاً استخدام المؤثرات الصوتية، والخدع السينمائية وتوزيع الإضاءة ومزج الصور، واستخدام الصوت البشري، وأصوات الحيوانات والطيور فأصبحت مثلا القصة الإلكترونية الموجودة عبر المجلة الإلكترونية قصة مؤلفة تأليفًا بشريًّا، تعمل خلال وسيط إلكتروني من خلال إضافة بعض التقنيات الجديدة المتعلقة بالصوت والصورة واللون والرسوم الكرتونية والصور المتحركة والمؤثرات الموسيقية والاستفادة من خصائص الإرجاع والتقديم، فكل هذه الأمور لم تكن موجودة على صفحات المجلة الورقية، لذلك كانت المجلة الإلكترونية أكثر انتشاراً، لما تميزت به من عناصر الإبهار، واعتمادها على حاسة السمع والبصر على حد سواء، فالطفل لم يعد ينتظر المجلة الورقية التي تشترى له، بل صار بين يديه آلاف المجلات عبر هذا الوسيط الجديد دون أي مجهود يبذل.
وتلعب مجلات الأطفال الإلكترونية دوراً هاماً في تدعيم حرية التعبير ومشاركة الأطفال في إبداء الرأي في العديد من القضايا، وذك بما تراعيه هذه المجلات بأن تتضمن أبواب وموضوعات تحث الطفل على التعبير عن آرائه، حتى يشعر في داخل مجلته الالكترونية بالحرية والتعبير بصدق عن مشاعره، هذا ما يوجد بالفعل في مجلة “علاء الدين”، ومجلة “بلبل”، وغيرهما حيث قامت بتخصيص عدة صفحات لمشاركة الأطفال.
وهناك عدة مجلات تعمل في مجال النشر المطبوع والنشر الإلكتروني، مثل: مجلة “نور” ومجلة “سمسمة”، ولهما صفحات على الفيسبوك للمشاركة وإبداء الرأي وهذا ويغلب على بعض المجلات طابع عام كمجلة “ماجد”، التي تميزت بالفكر العربي، ومجلة “الفاتح” بعروبيتها وفلسطينيتها.
ويبقى الدور الأساسي على المجلات الورقية لمحاولة اللحاق بركب المجلات الإلكترونية التي لها القدرة على هضم المحصول الثقافي للأطفال.
 |
| من ملتقيات ومؤتمرات – مجلات الأطفال بين الانتشار الورقي والانتشار الرقمي – سلبيات وإيجابيات – إعداد: مجدي مرعي حسن عبد الله “مجدي مرعي” – من الأوراق البحثية المقدمة ضمن: المؤتمر الثاني لجماعة أدب الطفل العربي – موقع (كيدزوون | Kidzooon) |
وهناك عدة طرق لتطوير عمل هذه المجلات بنوعيهما، منها:
- أن تنظر للطفل بأنه ذو قابلية عالية للتأثر والانفعال بكل ما يرى وكل ما يسمع، وأن هذا الطفل ما هو إلا عالم مملوء بالنشاط والحركة والحيوية وإنه دائما يحب الاستطلاع، والاستكشاف وأنه يسعى لتحقيق ذاته، وينتظر فيمن يكتب له بأن يتجاوب مع مشاعره بغير افتعال.
- زيادة المساحة المخصصة لمشاركة الأطفال لإتاحة الفرصة للطفل لإبداء رأيه إزاء القضايا المطروحة.
- استخدام التقنيات الحديثة وتطويع التكنولوجيا في تصميم وتنفيذ مجلات الأطفال الالكترونية.
- اختيار المادة المعروضة لتناسب المراحل العمرية للأطفال، وأن يكون لها أكبر قدر ممكن من الديناميكية.
 |
| من ملتقيات ومؤتمرات – مجلات الأطفال بين الانتشار الورقي والانتشار الرقمي – سلبيات وإيجابيات – إعداد: مجدي مرعي حسن عبد الله “مجدي مرعي” – من الأوراق البحثية المقدمة ضمن: المؤتمر الثاني لجماعة أدب الطفل العربي – موقع (كيدزوون | Kidzooon) |
وخلاصة القول أن:
إشاعة الثقافة الإلكترونية عبر مجلات الأطفال يؤدى الى إشاعة نمط التفكير العلمي بينهم، ويعلمهم كيف يفكرون تفكيراً غير جزافي، وخاصة إذا كان هذا التفكير هادف ودقيق ومرن وبعيدًا عن الجمود، وغير قائم على التعصب وواقعي، فالتحول الرقمي صار يوفر التكلفة لإعادة جذب المجلات الورقية للأطفال إليها، عليها أن تتخلص من الآليات القديمة فهي اليوم تتعامل مع طفل يختلف تماماً عن أطفال العقود السابقة واستخدام كل السبل لتحقيق الانتشار لها كما كان معهود لها فيما سبق والاستفادة من كافة التطورات التكنولوجية، وتقديم مواد اكثر إثارة للطفل للأخذ بيده ليوازن بين القراءة عبر مجلاتها، والقراءة والمشاهدة والاستماع لمواد منشورة عبر المجلات الإلكترونية.
 | |
|
المراجع:
- التحول الرقمي وفق رؤية مصر، فاطمة ربيع وسارة مصطفى.
- أطفالنا والثقافة الإلكترونية، أحمد فضل شبلول، كتاب الاتحاد “دراسات في أب الطفل”.
- دور مجلات وصحف أدب الطفل الإلكترونية في تدعيم حرية التعبير، أ. د. إيناس محمود حامد.
- دور مجلات الأطفال، د. عربي عبد العزيز الطوخي.
- فنون الكتابة في مجلات أدب الأطفال، د. ثروت فتحي كامل.
- حلقة بحثية حول مجلات الأطفال، أقامتها مجلة “سمير”، بالتعاون مع مؤسسة “هانز زايدل الألمانية”، أ. د محمد أبو الخير.
———————————————
