دراسات وأبحاث:
معالجة الخجل للأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة
بقلم: د. أيمن دراوشة “مختصّ الاحتياجات الخاصة – قطر”
تدقيق لغوي: د. علياء الداية

مقدمة البحث:
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد،
من القضايا المؤرقة التي لم تأل الدول العربية بها جهداً قضية الإعاقات أو الاحتياجات الخاصة، وقد حاولنا في بحثنا هذا أن نحيط بجزئية من قضايا عديدة يعاني منها طالب الاحتياجات الخاصة بجميع مستوياته، ألا وهي قضية الخجل لدى طالب الاحتياجات الخاصة، كما تناولنا بالبحث والتحليل الأسباب والعوامل المؤثرة فيها، وأساليب تشخيصها، ومعالجة الخجل، ودور الأسرة في تغيير المفاهيم الخاطئة عن هذه الفئة من ذوي الصعوبات أو الاحتياجات الخاصة.
إن ظاهرة الخجل لدى ذوي الاحتياجات الخاصة أو أصحاب الإعاقة هي من أهم الظواهر التي لاقت اهتمامًا كبيرًا من الباحثين، فالتلاميذ من ذوي الاحتياجات الخاصة يمثلون نسبة ليست بالقليلة في المجتمعات، وتتزايد من وقت لآخر، كما أنَّ نسبة انتشار ظاهرة الخجل بين تلك الفئات أكبر من نسبة انتشار أي ظاهرة أخرى.
وقد قمت باختيار هذه الظاهرة أو القضية نظراً لوجود بعض القصور في كيفية التعامل مع طلاب الاحتياجات الخاصة، وضرورة تفهم معلمي المدارس والأسر في جميع أنحاء الوطن العربي أهمية الدمج ودوره في القضاء على هذه الظاهرة المؤرقة.
أهمية البحث:
إنَّ قضية الخجل حَازتْ على الكثير من الاهتمام وأتوقع أنَّ العلماء والمهتمين من مختلف التخصصات سوف يبذلون كل الجهود لاكتشاف أساليب وطرق جديدة تساهم في حل مشاكل الخجل لدى الطلاب ذوي الاحتياجات والوقاية منها، كما ستتزايد أعداد الخبراء والمهنيين المهتمين بهذه المشاكل، وسيقومون على تطوير برامج صعوبات وإعاقات التعلم التي تُطَبَّق حالياً في المدارس تمهيداً للدمج الكامل مع الطلاب الأسوياء. فالتحديات كبرى والقضية المطروحة الآن على الساحة التعليمية هي قضية الاحتياجات الخاصة ومحاولة حل مشاكلهم من خجل أو كذب أو عنف وغيرها من المشكلات، حيث مثلت قضية الخجل إحدى المشكلات الهامة خاصة وأنها تطال الأسر التي تعاني من وجود إعاقة بين أفرادها، وهذا ما لمسته طيلة فترة تدريسي لتلك الفئة من الطلاب.
والسؤال الذي يطرح نفسه هو هل تساعد الاستراتيجيات والخطط الحديثة في التغلب على مشكلة الخجل لدى طلاب أو أشخاص ذوي الإعاقة؟
أهداف البحث:
- معالجة خجل الأسرة وعدم تعاونها في دمج أبنائها اجتماعياً.
- التعرف على أساليب تشخيص هذه الظاهرة.
- عدم تعاون بعض أولياء الأمور يعد أهم المعوقات نحو إلحاق أبنائهم بالمراكز التعليمية الخاصة بهم، وبالتالي صعوبة تنمية مهاراتهم والقضاء على الخجل.
- معالجة مشكلة الخجل لدى طلاب الإعاقات وطلاب صعوبات التعلم.
- دور الأسرة لتغيير المفاهيم الخاطئة عن الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة وصعوبات التعلم.
التأمل الذاتي:
يعاني طلاب الاحتياجات الخاصة من مشكلة الخجل من المجتمع ومواجهة الأشخاص والأصدقاء، كما تعاني الأسر من المشكلة نفسها مما ينعكس على شعور طالب الاحتياجات، ويؤدي إلى تفاقم المشكلة، الإعاقة والتدني الدراسي ليس عيبًا، وإنما مشكلات لها حلٌّ لو تم التعاون بين المدرسة وولي الأمر والمؤسسات المعنية الداعمة، فبالتعاون يمكن حل المشكلات لأية ظاهرة، وحسب تجربتي كان إشراك طلابي بالبحث العلمي معينًا على التخلص من هذه الظاهرة، وكذلك مشكلات أخرى تعاونت فيها مع الإدارة ومنسق المادة في التغلب على أكثر من مشكلة والحمد لله.
مشكلة البحث:
تعاني نسبة ليست بالبسيطة من الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة من مشكلة الخجل الاجتماعي، كما تعاني الأسر نفسها من ذات المشكلة، مما يتطلب علاجًا سريعًا لتلك الظاهرة حتى يستطيع طالب الاحتياجات من الانخراط في المجتمع دون خجل.
الدراسات السابقة:
لقد تناول العديدُ من الدراسات موضوع الخجل لدى الطلبة. وتم ترجمة العديد من المؤلفات حول الموضوع، وقد اطلعت على الكثير من الدراسات.
هناك العديد من الدراسات السابقة هذه الظاهرة وقد استفدنا من بعضها وأهمها:
كتاب حسن علي: دراسات في الصحة النفسية العالقة بين الخجل والأعراض السيكوباثولوجية في المراهقة، وكتاب هيثم ضياء العبيدي: الخجل وعلاقته بتقدير الذات، وكتاب وهيب مجيد الكبيسي ويونس صالح الجنابي: ظاهرة الخجل لدى بعض الطلبة، وكذلك بيير واكو التعب والكآبة والخجل وكتاب بول جافو تغلب على الخجل، وكتاب الصعوبات الخاصة في التعلم للدكتور عبد الناصر أنيس.
وعلى الرغم من أنَّ الكاتب الأخير حاول أن يكونَ كتابه شاملًا ووافيًا حول الموضوع إلا أنه لم يتناول بالشكل الكافي الطرق الحديثة في علاج ظاهرة الخجل، كما أنه لم يتطرقْ بتاتاً إلى دور الأسرة والمدرسة في مساعدة الطلبة وهذا يؤخذ على الكتاب إذْ لا يمكن الحديث عن خطط علاجية لذوي صعوبات التعلم دون الإشارة إلى الأسرة والمدرسة.
أداة البحث ومنهجيته:
اعتمدت في تجميع المادة حول مجتمع الدراسة، على مجموعة من المؤلفات والأبحاث التي استفدت منها. واستخدمت المنهـج الوصفي التجريبي في دراستي عبر تجميع المعلومات عن طلاب الإعاقة، وقمت بواسطة المنهج التجريبي بدراسة الطلاب بالولوج إلى نفسيّاتهم، وعالمهم الداخلي. عبر طريقة تفكيرهم والأسباب الكامنة وراء تصرفاتهم وسلوكياتهم، وأسباب الخجل الذي يعانون منه.
مجتمع الدراسة:
إن مجتمع الدراسة في البحث، يتمحور حول الطلاب ذوي الاحتياجات وصعوبات التعلم في مدرسة معاذ بن جبل الابتدائية للبنين.
وصف عملية البحث:
منذ فترة ليست بالقصيرة، بدأ اهتمامي بما يكتبه الباحثون والعلماء حول صعوبات التعلم والإعاقة للتعرّف على الطلاب الذين يواجهون مشكلات اجتماعية في التعلم كالخجل والكذب والسرقة وغيرها، ومعرفة طبيعة تفكيرهم، وزيادة معرفتي بنسبهم، وكيفية تقديم يد العون والمساعدة لهم، وقد قرأت كثيراً حول الموضوع، ومدى تأثيره في مجتمعنا.
لذلك أحببت أن أتناول الموضوع بالبحث بعد أن شعرت بأنّ الموضوع، أصبح ظاهرة في مدارسنا، وبحاجة إلى الاهتمام الكبير من الأسرة والبيت والمدرسة.
فروض البحث:
يفترض الباحث أن تحديد مفهوم الخجل، وعلاج هذه الظاهرة المتفشية بين صفوف طلابنا إضافة إلى الاستراتيجيات المتبعة في التغلب على هذه المشكلة، يمكن أن تؤتي ثمارها على المستوى البعيد، وبالتالي التخلص من مشكلة الخجل الاجتماعي، فلا يكفي مثلاً أن نحدد مفهوم الخجل، وإنما في كيفية تطبيق الحلول الناجعة لحل المشكلة.
التحقق من صحة الفروض (باستخدام الاستبيان):
تم طرح الاستبيان على طلاب الصف السادس الابتدائي وتكونت العينة من 30 طالباً.
عزيزي الطالب : أرجو الإجابة عن أسئلة الاستبيان الآتي حول صعوبات التعلم مع الشكر الجزيل.
اسم الطالب / اختياري :………………………………. الصف :…………………


مفاهيم الخجل:
عرّفته موسوعة علم النفس:
بأنه حالة عاطفية انفعالية معقدة تنطوي على شعور سلبي بالذات أو على شعور بالنقص يبعث على الارتياح في النفس.
وعرفته موسوعة علم النفس والتحليل النفسي:
بأنه حالة ارتباك وقلق…
الأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة، معالجة الخجل الاجتماعي لديهم، ودعوة الأسر لتغيير المفاهيم الخاطئة عنهم.[1]
———————————————
[1] – أيمن خالد دراوشة، جريدة الشرق ، الثلاثاء الموافق 12 صفر 1434هـ ، ديسمبر 2012م ، العدد 8985، ص20.
———————————————
اهتمت بعض الدول العربية ومنها دول الخليج اهتماماً كبيراً بذوي الاحتياجات الخاصة، فكانت من الدول التي أولت رعايتها الدائمة لهذه الفئــــــة التي ابتلاها الله بإحدى الإعاقات، وحرصت الهيئات والمؤسسات الرسمية، ومنظمات المجتمع المدني على طرح ومعالجة قضايا ذوي الاحتياجات الخاصة، فضلا عن إطلاق العديد من المبادرات الرائدة؛ لوضع استراتيجية شاملة لاحتياجات تلك الفئة وسبل دعمها والارتقاء بها وتنمية مهاراتها.
وقد تكللت الجهود الرسمية وغير الرسمية في دولة قطر على سبيل المثال لا الحصر بنجاح منقطع النظير في تفعيل مشاركة ذوي الاحتياجات الخاصة ودمجهم في العديد من المجالات الحيوية، بعد تأهيلها تعليميًا وعمليًا، ولا يغيب عن أذهاننا دور وزارة التربية والتعليم وجهودها الجبارة، حينما قررت افتتاح قسم خاص في كل مدرسة حكومية، وتعيين ذوي الاختصاص في الاحتياجات الخاصة، للقيام بمهام تعليم هذه الفئة التي هي في أمس الحاجة للرعاية والاهتمام ليس على مستوى قطر وإنما على مستوى العالم قاطبة.
ورغم تلك الجهود إلا أن هناك عقبات تقف أمام تحقيق سياسة الدمج، أهمها حسب ما تؤكده العديد من الدراسات الميدانية – هو خجل الأسرة وعدم تعاونها في دمج أبنائها اجتماعيًا، فدولة قطر تبذل جهوداً جبارة من أجل دعم ذوي الاحتياجات الخاصة، وهناك العديد من المراكز والمعاهد والمدارس المستقلة والخاصة تقوم برعاية الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة بهدف تحقيق الدمج الاجتماعي بهم، إلا أن عدم تعاون بعض أولياء الأمور يعد أهم المعوقات نحو إلحاق أبنائهم بالمراكز التعليمية الخاصة بهم. وبالتالي صعوبة تنمية مهاراتهم.
إنَّ الخجل بسبب تقديم ذوي الاحتياجات الخاصة للمجتمع يعد أكبر خطأ من الأسرة في حق هذا الطفل، وهي نظرة اجتماعية يجب تغييرها بتغيير المفاهيم الخاطئة حول كيفية تعامل الأسرة مع الطفل أو الشاب ذي الاعاقة.
من الأفضل للأسرة أن تُلحق ابنها من ذوي الاحتياجات الخاصة بالمراكز التي تُعنى بتعليمهم، خاصة أنه يكتسب مهارات جديدة ويشعر بأن وجوده هام وله دور فعَّال في المجتمع.
إلا أنَّ هناك بعض الأسر التي تحتاج إلى وعي بضرورة إلحاق الطفل ذي الاحتياجات الخاصة بالمدارس، ذلك أنَّ وجود طفل الاحتياجات الخاصة بالمنزل يزيد من الإعاقة لديه، لذلك يجب أن نمتنع عن إرساله لتلك المراكز بغرض التخلص منه.
وكلمة حق تقال بأن مراكز ذوي الاحتياجات الخاصة في بعض الدول العربية، لم تأل جهدًا في تقديم يد العون والمساعدة لذوي الاحتياجات الخاصة، إلا أننا نتمنى أن تفتح المراكز أبوابها وتستوعب كل الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، ليجد كل طفل الرعاية الكاملة ويجد حقه الكامل في ذلك، مع العلم بأن هناك مراكز طاقتها الاستيعابية لا تسمح بقبول أطفال لا زالوا في قائمة الانتظار.
إنَّ الطفل ذا الاحتياجات الخاصة ينبغي أن يكون محبوبًا وسط والديه وأسرته؛ لأنه يضفي نوعًا من الفرح والمرح داخل المنزل، فلماذا تخجل بعض الأسر من اصطحاب الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة إلى الأماكن العامة وتصطحب إخوانهم الأسوياء؟! ألن يساهم هذا بدرجة كبيرة في تحطيمهم نفسيًا ومعنويًا، ويفقدهم حقهم الأساسي في الحياة؟
إنَّ زيادة الوعي لدى الأسر يساعد في القضاء على ظاهرة الخجل التي يعانون منها، ويتم ذلك من خلال الورش التدريبية التي توضح كيفية التعامل مع هذا الطفل، وعدم الخجل من تقديمه للمجتمع، والعمل على تنمية مهاراته وتأهيله ليكون عضوًا فاعلًا في المجتمع.
أما قضية عزل طالب الاحتياجات الخاصة عن أقرانه الأسوياء في مدارس الدمج فهي قضية خطيرة، وتزيد من تفاقم الحالة، أمَّا دمجه مع الطلاب العاديين فسوف يشعره بأنه لا يقل أهمية عنهم، بل بالعكس ربما أفضل منهم، خاصة ذوي المواهب كالرسم والموسيقى والإلقاء، فيشاركهم التعليم والاهتمامات والخبرات المكتسبة.[2]
———————————————
[2] – المرجع السابق نفسه ص 20.
———————————————
إنَّ أهمية عقد ندوات وورش تدريبية للأسرة لتوعيتها بكيفية التعامل مع الطفل ذي الاحتياجات وليس معاقًا كما هو الدارج في تداول المصطلحات، حيث إن وقع هذه الكلمة هو كالانفجار في نفس الطفل وأسرته، والأولى أن نقول ذوي الحاجة الخاصة، وعدم الخجل من تقديمه للمجتمع والعمل على تنمية مهاراته وتأهيله ليكون عضوًا فاعلًا في المجتمع، فيكون مثله كمثل بقية الأسوياء يشاركهم في العديد من الحقوق والواجبات.
كما أنَّ خروج الطفل من ذوي الاحتياجات الخاصة لتلقي التعليم في المراكز المتخصصة يساهم في تعديل تصرفاته وعدم الالتحاق بهذه المراكز سيكون عبئًا على أسرته وعلى المجتمع.
كما يجب على الأسرة أنْ تعامل الطفل ذا الاحتياجات الخاصة معاملة خاصة، فهو طفل عادي يدرك كافة الأمور، ولكن لا يستطيع أنْ يعبر عن احتياجاته، ويحتاج من الأسرة ضرورة الانتباه لهذه القضية فهو يحتاج لمن يحبه ويهتم به.
ونود التنويه إلى ضرورة التواصل الأسري ما بين الأسرة، والمراكز الخاصة بذوي الاحتياجات الخاصة، فهناك خطط تربوية وسلوكية لا بدَّ للأهالي من إدراكها، كما أن التدخّل المبكر للطفل يكسبه مهارات وخبرات تبقى معه مدى حياته.
ونطالب كافة المؤسسات المختلفة في جميع أنحاء العالم بنشر الثقافة حول الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، فالعيب ليس في أطفالنا إنما العيب فيمن يرى صورة مغايرة لخلق الله سبحانه وتعالى.
وعلينا الإفادة من كل ما هو جديد وحديث فيما يخص ذوي الاحتياجات الخاصة سواء أكان تعليميًا أم صحيًا، ولا بدَّ لنا من الاعتراف بهذا الطفل بشجاعة، ونؤمن بقضاء الله وقدره؛ كي نستفيد من الخدمات التي تُقدَّم له، فهناك من قهر إعاقته وحولها إلى حياة ممتعة.
إنَّ فئات الإعاقة كثيرة ومتنوعة البعض منها يجد سهولة في عملية التكيف الاجتماعي والبعض يجد الصعوبة في عملية التكيف، وترجع عوامل التكيف إلى نوع الإعاقات واعتراف الأسر بإعاقة أبنائهم ومستوى تثقيف المجتمع بالإعاقات ومدى تقبل المجتمع للمعاق، ويظهر دور الأسرة الأساس والفعَّال في عملية تكيف المعاق في المجتمع من خلال عملية دمج المعاق في مجتمعه.[3]
ومن خلال خبرتي بالتعامل مع الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة ومع أسرهم فقد وجدت ضرورة الاهتمام بالأسر أولاً قبل كل شيء؛ لكي يستطيعوا مساعدة أبنائهم على عملية التكيف والاندماج بالمجتمع من خلال الدمج الجزئي الذي يقودنا إلى الدمج الكلي، والأهم هو إلغاء ظاهرة الخجل الاجتماعي الذي يعاني منه الكثير من الأهالي والأسر؛ لأن إعاقة ابنهم ما هي إلا ابتلاء من الله تعالى لكي يرى مدى صبرهم وإيمانهم.[4]
وإذا تركنا الطفل من ذوي الاحتياجات الخاصة في مكان مغلق منعزل، فلن يتعلم ولن يكتسب. أمَّا إذا وُضع في مجتمع به اهتمام بتلك الفئات، فسوف يحرز تقدمًا سريعًا يساعده على عملية الاكتساب للعديد من المهارات الحياتية والمعرفية والسلوكية والتعليمية. ويلاحظ في السنوات الأخيرة تغير نظرة المجتمع العربي للمعاق، فأصبح الاهتمام به من أولويات المجتمع والدولة.
———————————————
[3] – المرجع السابق نفسه ص 20.
[4] – المرجع السابق نفسه ص 20.
———————————————
أسباب ظاهرة الخجل:
- وراثة السلوك من الوالدين.
- إشعار الطفل الخجول بالخوف عليه دومًا.
- العزلة الاجتماعية المسؤول عنها الموقع الجغرافي لسكن الأسرة، وتقنيات الإنترنت والأجهزة الإلكترونية.
- تعرض الطفل للاستهزاء من قبل أقرانه الأسوياء.
- الخجل المفاجئ كرد فعل على عوامل بيئية مثل الانتقال من البيت إلى بيت آخر وفقدان الأصدقاء الطيبين، أو طلاق الوالدين وغيرها من الأسباب.
مقترحات علاج ظاهرة الخجل:
- السماح للطفل بالتعبير عن آرائه وعواطفه بكل حرية.
- ترك الخيار للطفل أن يرتدي ما يشاء من الملابس.
- عدم إشعار الطفل الخجول بالاهتمام به حتى لا يشعر بأنه عديم الثقة.
- أن ينفذ ولي الأمر وعده لطفله كوعده بهدية أو خروج مثلاً.
- عدم وصفه بالخجول مهما كانت الأسباب.
- استخدام المكافأة لتشجيع الطفل الخجول على الانخراط بالمجتمع.
(الخاتمة)
وفي نهاية الدراسة، كان لنا مجموعة من النتائج والتوصيات التي يمكن أن تساهم في إيجاد الحلول لمشكلة الخجل لدى طلاب الاحتياجات الخاصة.
التوصيات والمقترحات:
- تحسين الأثر النفسي والاجتماعي للطلاب من ذوي الصعوبات التعليمية نتيجة دمجهم مع الطلاب الأسوياء، مما يرفع الثقة في نفوسهم.
- عقد ورش لأولياء الأمور خاصة الأم؛ لمعرفة الحلول المناسبة لطفلها من ذوي الإعاقة.
- يمكن لوسائل الإعلام المختلفة المرئية والمسموعة والمقروءة أن تلعب دورًا هامًّا بالقيام بحملات توعية حول المشكلة.
- إنَّ ظاهرة الخجل لدي الطالب لا تعنى الغباء أو قلة الفهم، إنما هي صعوبات يمكن التخفيف منها أو التغلب عليها إذا وجدت الأدوات المناسبة.
- التعاون بين الأسرة والمدرسة ومدرسي الاحتياجات الخاصة ضرورة لا غنى لنا عنها.
قائمة المصادر والمراجع:
1- أيمن خالد دراوشة، جريدة الشرق، الثلاثاء الموافق 12 صفر 1434هـ، ديسمبر 2012م، العدد 8985
2- بيل جيرهارت، ترجمة أحمد سلامة. تعليم المعوقين. (مصر: الهيئة اللعامة للكتاب، ط1، 1996م). 3- سليمان الريحاني، وإبراهيم الزريقات، عادل طنوس، إرشاد ذوي الحاجات الخاصة وأسرهم. (الأردن: دار الفكر للنشر والتوزيع، ط1، 2010م)
4- فاروق الروسان، وآخرون، رعاية ذوي الحاجات الخاصة. (الأردن: منشورات القدس المفتوحة، ط1، 1994م)
5- -العبيدي، هيثم ضياء، الخجل وعالقته بتقدير الذات، رسالة ماجستير غير منشورة، كلية الآداب، جامعة بغداد، 1999
6- واكو، بيير، التعب والكأبة والخجل، دار التربية، بغداد،1988
7- جافو، بول، تغلب على الخجل، دار بيروت، بيروت، 1953
———————————————