من مقالات تربية الطفل:
البرامج التعليمية للأطفال من ذوي صعوبات التعلم
بقلم: د. أيمن دراوشة “مختصّ الاحتياجات الخاصة – قطر”
سنتناول في هذا الموضوع أشكال تعلم الأطفال من ذوي صعوبات التعلم ومدى أهمية كل منها.
أشكال تعليم الطلبة من ذوي صعوبات التعلم:
هناك ثلاث طرق يمكن من خلالها للمعلم أنْ يُعلم تلاميذه، وهي:
1- التعليم التنافسي:
حيث يتنافس التلاميذ بعضهم مع بعض من أجل الوصول إلى هدف محدد، ويتم تقييمهم على أساس الدقة في إنجاز العمل ومدى سرعتهم، وسنجد طلاباً يعملون بجد لإتمام مهمتهم، وطلاباً آخرين لا يعملون لظنهم أنهم سيفشلون في أداء المهمة.
2- التعليم الفردي:
إنَّ من المرتكزات التي قامت عليها التربية الخاصة الفروق الفردية بين المتعلمين؛ لذا يعتبر التعليم الفردي من الطرق التعليمية الهامة التي تساعد في تطوير المهارات المختلفة للطلبة بشكل عام أو ذوي صعوبات التعلم. وفيه يعمل الطلاب من أجل تحقيق أهداف وضعها المعلم لهم بشكل خاص حيث يتم التقييم هنا وفق معايير خاصة بكل طالب، ويسعى الطالب فيه لتحقيق نتائج إيجابية تعود بالإفادة عليه شخصياً بغض النظر عن أداء الطلبة الآخرين.
3- التعليم التعاوني:
وفي هذا الشكل من التعليم يعمل الطلاب معاً من أجل الوصول إلى هدف واحد مشترك والتقييم يتم بهذا الأسلوب على نتائج المجموعة ككل والعمل بروح الفريق الواحد، ولا شك أنَّ هذا التعلم أكثر فعالية من الأنواع الأخرى؛ لأنه يحقق نتائج إيجابية وهو مفيد للمجموعات التي تختلف فيها مستويات الطلبة الأكاديمية، ويعمل هذا النوع على تنمية المهارات الاجتماعية للطلبة أيضاً.
التعليم التعاوني:
لقد تبنَّى الاختصاصيون والباحثون في مجال صعوبات التعلم، النموذج التعاوني في التعلم، وفضلوه على النماذج الأخرى، وكان ابتكاراً لمعالجة الطلبة ذوي الحاجات الخاصة الذين واجهوا صعوبات جمة في الصف العادي، والتعليم التعاوني أثبت أنه ملائم للطلبة كافة وليس فقط لذوي الحاجات الخاصة، فالتطور العلمي الهائل وتعقد وتشابك الحياة أدَّيا إلى ضرورة تعاون الأفراد لتحقيق هدف مشترك كما أنَّ التقدم الكبير الحاصل في المجتمعات الحديثة يحتاج إلى تقبل التنوع والاختلاف الثقافي والديني والاقتصادي ..
فالتعليم التعاوني هو “تصميم المهمة التعليمية على نحو يتيح الفرص للطلبة للتفاعل بشكل بَنَّاء يشمل الدعم المتبادل بهدف إتقان الهدف من التدريس. وفي التعليم التعاوني يعمل الطلبة ضمن فريق تعليمي صغير غير متجانس”.
مبادئ التعليم التعاوني:
1- الاعتماد المتبادل الإيجابي، وذلك “من خلال خطة عمل تتضمن أهدافاً متبادلة يضعها المعلم، ومن ثم يوزع المعلم العمل على المجموعة، ويزودهم بمصادر المعلومات والأدوار ويعطيهم مكافآت مشتركة”.
2- التفاعل وجهاً لوجه: يتفاعل الطلاب بعضهم مع بعض للوصول الى أحسن النتائج، ولا يتحمل الطــــــالب وحده القيام بالمهمة.
3- المساءلة الفردية: حيث كل طالب مسؤول عن المهمة المحددة له، وبذلك يُعرف من الطالب الذي يحتاج مساعدة إضافية كي تنجح المجموعة في أداء مهمتها.
4- المهارات التعاونية: يجب على الطلاب كي ينجحوا في مهمتهم التعليمية أن يتصفوا بالمهارات الشخصية والجماعية، وتتضمن هذه المهارات: التواصل الإيجابي، وحسن الإصغاء إلى الآخرين، والقدرة على اتخاذ القرارات والنقد الإيجابي، والقيادة وغيرها. وقد يحتاج الأمر من المعلم تعليم الطلبة هذه المهارات.
5- تنوع المجموعة وعدم تجانسها: ويعطي التنوع أعضاء المجموعة الاستفادة بعضهم من بعض من خلال تنوع المهارات الثقافية والاجتماعية، وهذا يؤدي حتماً إلى زيادة التفاعل الإيجابي بينهم.
6- العلاقات بين أعضاء المجموعة: فالمجموعات تحتاج “إلى وقتٍ كافٍ لمناقشة أدائها والعلاقات بيــــــــــن أعضائها. ويمكن للطلبة أنفسهم تحليل هذه الأمور، ويمكن للمعلم أيضاً المساعدة وتقديم تغذية راجعة
تصحيحية” .
المراجع:
1- منى الحديدي، وجمال الخطيب، استراتيجيات تعليم الطلبة ذوي الحاجات الخاصة. (الأردن: دار الفكر للنشر والتوزيع، ط1، 2005م) ص 273
2- سعيد حسني العزة، صعوبات التعلم، المفهوم-التشخيص-الأسباب-أساليب التدريس-واستراتيجيات العلاج. (الأردن: الدار العلمية الدولية ودار الثقافة والتوزيع، ط1، 2002م). ص243
3- منى الحديدي وجمال الخطيب، مرجع سابق، ص 276
———————————————